منذ سقوط النظام السابق اقدمت احزاب سياسية على نحو منظم في بلورة الشكل السياسي للدولة ودفعت هذه الاحزاب مدعومة باجتهادات فردية لقادتها باتجاه صنع واقع سياسي اريد له ان يكون النواة لواقع فرضته الاحداث والتطورات التي صاحبت التغيير في العراق واستغلال الفرصة من قبل دول اقليمية للتدخل في الشأن العراقي وطوال خمسة عشر عاما لم يكن بالامكان الاقتراب من هذه الاجتهادات وهذه الرؤى التي رسمت معالم العراق الجديد وتعكز المدافعون عن هذه الرؤى بالنصوص الدستورية التي انتجت دستورا عراقيا جرى التوافق عليه من دون حسبان للمستقبل وقد تعرضت مفاصل النظام السياسي والاساليب التي تم اعتمادها في الادارة السياسية الى اعتراضات منظمة اخذت اشكالا متعددة حيث ابدى العديد من المختصين والمتمرسين بالقوانين وجهات نظر مغايرة لما تم تسطيره في الدستور وعبر اخرون عن رفضهم للكثير من البنود التي تم صياغتها بما يتسق والارادة السياسية لبعض الاحزاب واصدر عدد من الناشطين في منظمات المجتمع المدني واعلاميون بيانات داعمة لدعوات المطالبين بالاصلاح وتصحيح المسارات في النظام السياسي للدولة واذا سلمنا بان عملية التعديل او التصحيح لابد ان تمر بسياقاتها القانونية والدستورية فان الاعتراض ومواصلة الضغوط السياسية من اجل استعادة القرار الوطني العراقي لابد ان تستمر داخل قبة البرلمان ولابد ان يتقدم نخبة من الوطنيين العراقيين بمبادرات تعزز من ارادة العراقيين المطالبين باستقلالية القرار العراقي وابعاده عن التجاذبات الاقليمية فليس من المعقول بعد كل هذه السنوات ان يخرج علينا ممثلون لاحزاب تشترك بالعملية السياسية بتصريحات وبيانات يشترطون فيها الحصول على ضمانات وموافقات من دول الجوار او من الولايات المتحدة الاميركية من اجل تمرير صفقات اختيار المرشحين للمناصب السيادية في العراق ومن الغريب ان يتحدث اخرون عن سرورهم لان مرشحهم يحظى بمقبولية ايران او الولايات المتحدة الاميركية او المملكة العربية السعودية ولايمكن وصف هذا النهج وهذه التصريحات الا بوصفها شرخا في عمق الوطنية وانتهاكا لابسط معاني السيادة والاستقلال وقد حان الوقت لابعاد مثل هؤلاء المطبلين والمروجين لارادات الدول الاقليمية عن المشهد العراقي من خلال فضحهم داخل المؤسسة التشريعية ومنعهم من تسويق خطابات تنال من سيادة العراق حتى ولو كانت اراء سياسية تعبر عن وجهة نظر اصحابها لانها في النهاية تمثل دعاية سيئة الصيت يراد من خلالها اضعاف الموقف والصوت الوطني داخل قبة البرلمان .
د. علي شمخي
تصحيح المسارات!
التعليقات مغلقة