الإعلام يصنع الشهرة لكنه لا يصنع الإبداع حميد ياسين: التشكيلي

وداد إبراهيم

دأ يخطط على الورق في فترة طفولته. حتى دخل معهد الفنون وبدأ يرسم تخطيطات بالاسود والابيض، التقى بالفنان جواد سليم بعدما التحق بجمعية الفنانين فأعجب بتخطيطاته ونصحه ان يبدأ باستعمال الالوان.

 يقول الفنان حميد ياسين أحد رواد الفن التشكيلي العراقي: “نصحني الفنان جواد سليم حين التقيته أن أرسم بالألوان المائية والزيتية، وخلال ثلاث لقاءات معه قدم لي نصائح فنية مهمة، وبفضله أصبحت رساماً، حتى وصلت الأعمال التي رسمتها إلى الألف لوحة، وحتى الآن احتفظ بأول لوحة رسمتها بداية ستينيات القرن الماضي”.

 وتابع: “درست الفن على يد الفنان (فائق حسن) في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وانتقلت بعد ستة أشهر إلى قسم الموسيقى، وأصبحت مختصاً بـ(ميوزك كولوجي)، أي محلل للأعمال الموسيقية وعازف على آلة البيانو، وعملت مع الفرقة السمفونية العراقية كمعد للبرامج الموسيقية للفرقة، لكن الرسم بقي معي لم أغادره، فرسمت الواقعية والانطباعية، لكني أدركت أن هذه الأساليب الفنية تقليدية، ووجدت أن كل الفنون تتجه إلى الحداثة والتجريد، فالتجريد يعطي شعوراً للفنان أن كل حزمة من الضوء تنقله الى أجواء حسية حالمة تزهو بعنفوان الطفولة والخلاص، فيبدو للمرأى جميلاً وساحراً، وأجد أن التجريد، فن لا ينضب وجمال لا يتوقف عن النبض، لذا بدأت بإنجاز أعمال تجريدية لأنها لا تعتمد على الموضوع بقدر ما تعتمد على الإحساس، وكان عنصر التضاد والتنابذ والتخاصم بالألوان، ما يشكل لوحاتي”.

وعن رأيه بموضوع الشهرة للفنان وتأثيرها على ابداعه يقول: “أجد أن الفن يقوم أما على شهرة أو على إبداع حقيقي، وهذا وجه وذاك وجه آخر، فالشهرة لا تصنع إبداعاً، لأن الإبداع ينبثق داخل روح الفنان بشكل تلقائي، ولا ننكر أن الدراسة الاكاديمية والاطلاع على المعارض العالمية وعلى تجارب الآخرين وعلى آخر التقنيات الفنية، يسهم بشكل كبير في صقل وتشذيب الموهبة الفنية لدى الفنان، ومع كل هذا تبقى موهبة الفنان وعطاؤه الفني والفكرة، المحرك الأساس لتجربة الفنان، والعامل الأساس لتقديم أعمال تعبر عن هوية الفنان، والمعروف أن للإعلام بكل وسائله المرئية وغير المرئية دوراً كبيراً في صناعة شهرة الفنان، لكن هذه الشهرة هشة وسريعا ًما تتلاشى ولا تدوم لأنها لا تقوم على أسس إبداعية”. وتابع: “اجد اني فنان لم انل شهرة كافية اسوة ببقية زملائي، لأني لا أكرر الأعمال الفنية التي أنجزها، هناك من ينجز لوحة ويكررها لأكثر من مرة، ويقيم معرضاً فنياً من عشرين لوحة، ولو وضع لوحة واحدة في المعرض لكان أفضل له، أنا وقفت ضد ذلك منذ بداياتي، لكن لكل فنان أسلوبه وقناعاته بما يقدم، وقناعتي أن لا أكرر أعمالي أبداً، وحين يقتني البعض مني لوحة ويطلب مني أن أعمل له اللوحة نفسها، لا أعرف كيف أنجزها مرة أخرى، لأني أرى الألوان بأحاسيسي ولا أراها بعيني، ولا أستعمل الواناً تقليدية، بل أعمل وأسعى لابتكار الوان جديدة، لأني اهتم بالنسيج اللوني، ما جعل لأعمالي خصوصية في الخطاب الفني الحديث. وكان اخر معرض لي (نبوءات) الذي أقمته على قاعة حوار عام 2018، قدمت فيه جزء من أعمالي الجديدة التي أنجزتها للمعرض”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة