بوتين يتقرب من أردوغان”.. والأخير «يستثمر الأزمة»

متابعة ـ الصباح الجديد :
تروج تركيا لنجاحها الأخير في التوسط في صفقة لتحرير الحبوب المحاصرة في الموانئ الأوكرانية كسبب وجيه لحملها على الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا، وهو ما يعتبره خبراء “استثمار” يقوم به الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، للأزمة القائمة بسبب الحرب على أوكرانيا.
ويقول تقرير لموقع Voice Of America إن هذه العلاقات تتعمق أكثر مع دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الزعيم التركي رجب طيب أردوغان لحضور اجتماع للتحالف الأمني الروسي الصيني الشهر المقبل.
وغادرت سفينتان أخريان أوكرانيا إلى اليونان ومصر امس الاول الاثنين وتحملان 30 ألف طن متري من الحبوب.
ومنذ الاتفاق الذي أبرمت فيه تركيا بوساطة الأمم المتحدة مع روسيا وأوكرانيا في يوليو تم تصدير أكثر من 600 ألف طن متري من الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وزار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت الماضي، مركز التنسيق الذي أنشئ في اسطنبول برفقة أردوغان.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي، أكد غوتيريش مجددا أهمية صفقة الحبوب.
وقال “الحصول على المزيد من الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر بالغ الأهمية لزيادة تهدئة أسواق السلع الأساسية وخفض الأسعار للمستهلكين”.
وقال غوتيريش إن أنقرة لعبت “دورا محوريا” في تأمين اتفاق تصدير الحبوب.
ومع تزايد أعداد السفن التي تغادر الموانئ الأوكرانية، تصور أنقرة الاتفاق على أنه تبرير لسياستها المتمثلة في الحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو.
وقالت المحللة السياسية إلهان أوزغل من بوابة دوفار الإخبارية “لقد انتزع أردوغان دورا دبلوماسيا، وأظهر للغرب أن تركيا يمكن أن تكون لاعبا مفيدا في هذه المنطقة، مما يخفف من الآثار السلبية لأزمة الغذاء على مستوى العالم”.
وأضافت “لذلك، فهو يلعب هذه الورقة محليا ودوليا كما فعل من قبل في كثير من الحالات”.
وفي الشهر الماضي، التقى أردوغان مع بوتين مرتين، على الرغم من جهود الحلفاء الغربيين لنبذ الزعيم الروسي.
وفي خطوة يقول محللون إنها من المرجح أن تزرع مزيدا من الخلاف مع شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي دعا بوتين أردوغان لحضور اجتماع سبتمبر لمنظمة شنغهاي للتعاون وهي منظمة أمنية صينية أوراسية.
وقال غالب دالاي، الخبير الروسي التركي في تشاتام هاوس ومقره لندن، إن دعوة بوتين واجتماعاته المنتظمة مع أردوغان جزء من استراتيجية روسية أوسع.
ويضيف “بوتين يقول للمجتمع الدولي إنه ليس معزولا كما يريد الغرب أو يصوره”، لذلك، فإن رمزية هذه الاجتماعات بما في ذلك احتمال انضمام أردوغان إلى اجتماع (منظمة) شنغهاي للتعاون في أوزبكستان أكثر أهمية من الجوهر”.
ويقول أردوغان إن الحفاظ على علاقات وثيقة مع بوتين وفي الوقت نفسه إقامة علاقات وثيقة مماثلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – الذي أجرى معه محادثات الأسبوع الماضي في أوكرانيا – يضعه في وضع فريد لإنهاء الصراع.
وقالت المحللة أوزغيل إن التوسط في اتفاق الحبوب يؤكد أن أردوغان يمكن أن يلعب مثل هذا الدور، ولكن فقط عندما يكون الجانبان مستعدين للحوار.
وقالت “إذا قرر بوتين إنهاء الحرب، لا أعرف ما إذا كان الأوكرانيون سيتنازلون عن حقيقة وجود الجيش الروسي في أراضيهم”، مضيفة “”عند هذه النقطة، قد يلعب أردوغان دورا، إنه مرشح جيد لجمع هذه الأطراف معا”.
وصمتت الانتقادات الموجهة لأردوغان بسبب علاقاته مع بوتين من حلفائه الغربيين، ويقول محللون إن الصمت سيعتمد على الأرجح على ما إذا كانت علاقات أردوغان الوثيقة مع بوتين يمكن أن تستمر في تحقيق نتائج ملموسة على الأقل في التخفيف من أسوأ آثار الحرب الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة