في أحضان الكتب

لم تكن مشاركة روايتي « احمر حانة « ، في معرض القاهرة للكتاب الدولي لعام 2017 ، ألا مساهمة من الناشر المصري في الترويج إلى الكتاب العراقي ، كمحاولة إيصاله إلى القارئ العربي وهي خطوة أولى في سبيل كسر الطوق المفروض ، محليا وعربيا ، عن الكتاب العراقي .
أن محاولة تبني طبع روايتي ، هي بالتأكيد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بيد أنها تعد محاولة جريئة في اقتحام هذا الباب والولوج عميقا في عملية التسويق الإعلامي والتجاري التي ترافق سوق الكتب .
لقد كان لطبع الرواية صدى واسعا انعكس بمدى الاهتمام الإعلاني بحدث الصدور ، تجلى ذلك بسوق الترويج من خلال القنوات التلفزيونية والمقابلات الصحفية والاهتمام الثقافي المرافق ، إذ حضت الرواية بحفل توقيع في أيام معرض الكتاب ، في جناح المطبوعات المصرية وإلقاء الضوء عليها من كتاب وإعلاميين بارزين .
معرض القاهرة للكتاب الدولي في مجمله ظاهرة ثقافية كبرى ، فالمعرض يعد الأول من ناحية الإقبال الجماهيري عليه ، بما يمثله من قيمة معنوية ، متأتية من تاريخه الطويل وبما تمثله القاهرة ، من كونها قطبا رئيسيا في الثقافة العربية .
لقد كان المعرض من السعة والتنوع بحيث أن أياما محددة لا تكفي للإلمام بمقتنياته من أمهات دور النشر والكتب الثمينة . ما ميزه ، بالإضافة إلى السعة ، تلك السوق المباشرة في المبيعات والتي تعدت المكتبات المعروفة إلى التسويق المباشر .
لقد صار المعرض فرصة للتسوق من قبل جيل الشباب ، بالذات الفتيات ، إذ كان الإقبال عليه كبيرا من هذا الجيل ، مترافقا مع الوفود العائلية وهي تفد كأنها ذاهبة إلى نزهة أو مخيم سياحي ، كن يقبلن على شراء صنف « الرواية « والكتب العلمية .
ما ميز هذا المعرض عن غيره من المعارض هو رخص المطبوع المصري- وتداوله أو شراءه بسهولة من قبل المواطن ، مع أن تداول سعر صرف الدولار قد اثر كثيرا في سعر العملة المحلية ، لكنه لم يمنع القوة الشرائية المصاحبة لاقتناء الكتاب وامتلاكه ، ذلك أن الكثير من المطبوعات هي في الأساس نتاج مؤسسات رسمية ، تابعة إلى ظاهرة ما يسمى بتداول الكتاب شعبيا .
وسط هذه الأجواء الاحتفائية كانت « احمر حانة «، روايتي الخامسة ، تنطلق في أفق فضاء الكتاب العربي ، في تظاهرة ثقافية مميزة ولأكثر من أسبوعين ، بما رافقها من احتفالات ومهرجانات ومناقشات ولقاءات ثقافية وإعلامية ، مترادفة مع حفاوة من الناس بالحدث وما تخلله من احتفالات ودعاية .
حميد الربيعي