تركت في بغداد قلم رصاص رسمت به دجلة

التشكيلية الاماراتية فاطمة لوتاه:

حاورها سمير خليل:
الخليج العربي، عالم يغفو على وسائد الشطآن الرملية ويصحو على اغاني البحر وصخب امواجه، واحة من جمال وتراث وفولكلور وخصوصية شعبية، واحة تضم الشعر والرسم والمسرح والموسيقى والغناء بهوية خاصة وثوب خاص، الرسم الخليجي يتلون بألوان اهله وحياتهم، بعذوبة واخلاص يصور الحياة بتفاصيلها، بمفردات يومها، بعشقها للإنسان والبحر، للمرأة الخليجية بكل خلجاتها، التشكيل الخليجي خاصة يحاول ان يلامس العالمية بعد ان اشبع ذائقة الناظر الخليجي وطبع فيها الوان فنانيه وفناناته.
فاطمة عبد الله لوتاه، حمامة تشكيل اماراتية، عشقت الرسم وتلبسته انيسا وموهبة وشهادة، بدايتها مرت من بغداد مدينة التاريخ والاصالة والجمال، درست في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد وكان لها شرف الانتظام طالبة تستمع للرائد الكبير فايق حسن واساطين التشكيل العراقي، غادرت لواشنطن عام 1979 وهناك دخلت في عالم المختبر الفني والبحث عن الذات، صقلت موهبتها وثبتت فرشاتها تنثر الوان الابداع بشغف ودراية وتنوع، سلاحها الخيال والايمان والثقافة والصدق وسعة الافق، حتى اوصلتها ثقتها وشجاعتها ابواب العالمية فباتت فنانة تقف في مصافي تشكيليي العالم، الفن عند لوتاه هو الحياة، فاللوحة بمنظارها هي الحياة التي يضعها الفنان فيها، وليست مجرد ألوان أو فكرة، وللتلقائية والمشاعر كلمة الفصل في لوحاتها .
بين دبي مرتع الطفولة والشباب وفيرونا الايطالية مدينة روميو وجوليت حيث أقامت، ترسم ألوان الصحراء، تمشي مع لون الصحراء وهوائها. ترى ان الأرواح حين تولد في مكان، تبقى مرتبطة بالمكان الذي ولدت فيه، ولهذا لا يمكنها إلا أن تعكس الصحراء في عملها.
تؤمن لوتاه ان الفن للناس فاقامت بيتا للفن واحدا في دبي والآخر في ايطاليا، كما انها عرضت اعمالها في اليونسكو وقامت بعرض لوحاتها على أكبر الشاشات الالكترونية في نيويورك وبساحة تايمز سكوير.
لقاء قصير جمعنا بهذه التشكيلية الدؤوبة لتحدثنا عن رؤيتها للتشكيل الخليجي اليوم؟ ماهي ملامحه وتأثيراته؟ فقالت: الفن، ليس في الخليج فقط، أصبح امرا شخصيا للأسف ، الكثير منا يلهث وراء اسم ودخل ، رغم ان عالمنا العربي يمر بمرحلة حرجة، ولاني اؤمن بأن للفن قدرة على تغيير الكثير، اتمنى ان ندرك هذا”.
وعن ذكرياتها في بغداد وبداياتها الاولى في عالم التشكيل اجابت: بغداد، تلك المدينة التي تحاكي الروح بصمتها، بعطر دجلتها، مثيره العطاء هي، في كل شيء درست وللأسف سنة واحدة في أكاديمية الفنون الجميلة سنه فقط، لكني لا انسي جمالها وعطاء اساتذة الاكاديمية، مازال عطر ترابها في الروح لا ينسي، في بغداد تركت قلم رصاص رسمت به نهر دجلة، سأعود يوما إليها لأرسم بذلك القلم ابتسامه طفل على شطه، اهدتني بغداد قاعدة انطلق منها، شاكرة ضيافتها بعدها اكملت الدراسة في أمريكا”.
وعن مقارنة الفن المحلي والعالمي قالت: دائما في منطقتنا نتكلم عن الفن المحلي والعالمي، لمَ هذا الانفصال!!، الفن فن لا ارض له ، ليس هناك للجمال مكان يحصره، الكون عالمه”.
*هل يتوجب على فنان او فنانة كبيرة نشر وتعليم وغرس قيم الابداع في نفوس الناشئة الموهوبين؟
اجل، واجب، لكن للأسف الجيل الجديد لا يتنازل عن كبرياء روحه، مع الاسف نحن لم نعد لا قدوة ولا تجربة ينظر لها الكثيرون”.
فاطمة لوتاه تتغنى دائما بمدينتها الجميلة دبي، وتلجأ للكتابة في بعض الاحيان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة