حزب الله يخسر اقدم حلفائه في النتائج الأولية للانتخابات اللبنانية

بحصول «القوات اللبنانية» على اكثرية في البرلمان الجديد

بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:

اظهرت النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية خسارة أقدم حلفاء “حزب الله” مع اعلان “القوات اللبنانية” حصوله على مقاعد، فيما لم تظهر التشكيلة النهائية للبرلمان المؤلف من 128 عضوا.
وكشفت النتائج الأولية انهزام شخصيات سياسية وازنة، على رأسها رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” بزعامة طلال أرسلان المدعوم من “حزب الله”، ونائب رئيس البرلمان إيلي فرزلي، في وقت تمكّن رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع من انتزاع الأكثرية النيابية من غريمه رئيس “التيار الوطني الحر”، بينما استطاع مرشحون عن المجموعات المدنية المستقلة حصد مقاعد برلمانية في دوائر حزبية، كانت تُعتَبر عصيّة على الخرق.
وتأسس حزب القوات اللبنانية كفصيل مسلح خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، وقد دعا مرارا حزب الله المدعوم من إيران إلى التخلي عن ترسانته من الأسلحة.
وكانت ابرز التوقعات التي شهدتها الانتخابات خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله طلال أرسلان مقعده لصالح مارك ضو الوافد الجديد الذي يعمل على وفق أجندة إصلاحية، وذلك حسبما نقلت رويترز عن مدير الحملة الانتخابية لضو ومسؤول بحزب الله.
وذكرت وكالة رويترز أن حزب الله، تلقى ضربة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، بعد أن أظهرت النتائج الأولية تعرض بعض من أقدم حلفائه لخسائر ومع إعلان حزب القوات اللبنانية حصوله على مقاعد.
وكشفت عملية العد والفرز الاولية أيضا، فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج إصلاحي ومحاسبة الساسة المتهمين بالتسبب في وقوع لبنان في أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وكانت جماعة حزب الله المدججة بالسلاح، وحلفاؤها حصلوا على أغلبية 71 مقعدا في الانتخابات السابقة عام 2018.
وتتوقف قدرة حزب الله وحلفائه على التمسك بالأغلبية على النتائج التي لم يتم إعلانها بعد، ومن بينها مقاعد المسلمين السنة التي يتنافس عليها حلفاء ومعارضو حزب الله.
وتعني المكاسب التي أعلنها حزب القوات اللبنانية، الذي يعارض حزب الله بشدة، أنه سيتفوق على التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله كأكبر حزب مسيحي في البرلمان.
ويعد التيار الوطني الحر أكبر حزب مسيحي في البرلمان منذ أن عاد مؤسسه، الرئيس ميشال عون، من المنفى في عام 2005 في فرنسا. وكان عون وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خصمين في الحرب الأهلية.
كما حقق مرشح معارض تقدما كبيرا في منطقة بجنوب لبنان يسيطر عليها «حزب الله». إذ قال مسؤولان في “حزب الله” إن طبيب العيون إلياس جرادي فاز بمقعد للمسيحيين الأرثوذكس كان يشغله في السابق أسعد حردان من الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو حليف مقرب من “حزب الله” وعضو برلماني منذ عام 1992. وقال جرادي إنها بداية جديدة للجنوب وللبنان ككل.
ونقلت رويترز عن رئيسة المكتب الصحفي لحزب القوات اللبنانية أنطوانيت جعجع إن الحزب حصل على ما لا يقل عن 20 مقعدا ارتفاعا من 15 مقعدا في 2018.
وقال رئيس الجهاز الانتخابي لحزب التيار الوطني الحر سيد يونس لرويترز إن التيار حصل على ما يصل إلى 16 مقعدا انخفاضا من 18 في 2018
وتعد هذه أول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي الذي شهده لبنان، وأنحى البنك الدولي باللوم فيه على النخبة الحاكمة، وبعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020.
وفقا لما نقلته رويترز عن المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي نديم حوري فإن نتائج 14 أو 15 مقعدا ستحدد الأغلبية بين الكتلتين المتعارضتين حزب الله وحلفائه والقوات اللبنانية ومن يحالفها. وأضاف أن هذه خسارة واضحة للتيار الوطني الحر فهو يحتفظ بتكتل لكنه خسر الكثير من المقاعد والمستفيد الأكبر هو القوات اللبنانية. وقد ظهر سمير جعجع بوصفه الزعيم المسيحي الجديد القوي.
ويتعين على البرلمان المقبل تعيين رئيس وزراء لتشكيل الحكومة، وهي عملية قد تستغرق شهورا. وأي تأخير من شأنه أن يعرقل الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة وهي شرط أيضا لتقديم مساعدات من صندوق النقد الدولي والدول المانحة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة