سماءٌ ذابلة

سلام مكي

الوردة التي رسمتها على خديك
في ساعات الصباح الأولى
ما عادت أوراقها تتساقط في الطرقات
النجمة التي زرعتها
في سمائك الذابلة
ماعادت تطلق أغصانها
في الفضاء


لأني أضعت قصائدي وشتائمي
التي قلتها عنك
رحت أبحث في أسناني التي تساقطت
في ثيابي التي مزقتها الشمس
وقفت بباب الآخرة
أتسول شيطانا
يتلو عني ما رأيته في تلك الليلة
وحين رحلت في الصباح
بقيت أنا والشيطان لوحدنا
أقلبه ذات اليمين وذات الشمال
كما لو أنه في حرب أخيرة
فمرة، اصنعك
ومرة أصنع وردة لا أعرفها
فأبقى أتدفأ بأوراقها
ثم أعود الى الشتاء
حاملا ردائي الوحيد
وعشرين جسدا
في قارورة
أفتحها
كلما نضبت أنفاسي
واشتد السعال
وهطل المطر
واتسعت صفعات الريح للجدران
أفتحها
كلما أراك في أحلامي
وكلما أرى الفجر قادما
ليوقظني
فأعود الى كآبتي
فتتساقط الأوراق من الأغصان
وتستبدل العصافير خيبتها بالرحيل
وأقايض يدي بجناحين مكسورين
كي اطير وأسقط
فتراني المارة
فيحملوني الى أقرب عشِ
فأستريح
فيتجمع العقبان حولي
ليسمعوا آخر الحكايا
حتى يأتي كبيرهم الذي لم يعلمهم
أي شيء سوى التحديق من بعيد
يأخذني بعيدا في أعلى الجبل
ليسألني عن أفراخه التي تركها وحيدة
وعن عشّه الذي صار موطنا للأفاعي
يا أبي.. لو أنك طيرٌ
وانا سماء
لو أننا صرخة في صدر عذراء
تنتظر صيادا ليطلقها
او سهما
يفتح نافذة
لترى كل الوجوه التي أينعت من بعدك
آه، يا أبي..
أنا وحيدٌ مثل شجرة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة