اليوم تحسم نتيجة انتخابات منتصف الولاية الأميركية

خمسة مليارات دولار انفقت عليها وترامب تهيأ لها
متابعة ـ الصباح الجديد :
واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليومين الماضيين جولته في أنحاء الولايات المتّحدة لمنع فوز الديمقراطيّين في الانتخابات التشريعيّة اليوم الثلاثاء، فيما دعا سلفه باراك أوباما إلى مواجهة أكاذيب الجمهوريّين «الوقحة».
وجاب جيش من الناشطين والمرشّحين الديمقراطيّين والجمهوريّين الولايات المتّحدة امس الاول الأحد للحشد للانتخابات التي تأمل المعارضة الديمقراطيّة في تحويلها إلى رفض وطني لترامب بعد عامين من انتخابه.
وقال أوباما امس الاول الأحد خلال تجمّع لدعم المرشّح الديمقراطي لمجلس الشيوخ في إنديانا «هؤلاء الجمهوريّون يكذبون بشكل فاضح ومتكرّر ووقح. يخترعون أيّ شيء».
وأضاف «بخلاف بعض الناس، أنا لا أخترع أيّ شيء عندما أتكلّم. أنا أتكلّم على أساس الحقائق»، من دون أن يذكر اسم ترامب.
وأردف الرئيس السابق «يجب أن تكون هناك عواقب عندما لا يقول الناس الحقيقة»، معدّدًا «الأكاذيب» الجمهوريّة في ما يتعلّق بالنظام الصحّي أو بقوافل المهاجرين التي تحدّث عنها ترامب.
في هذا الوقت، توجّه ترامب إلى ولاية جورجيا دعمًا للمرشّح الجمهوري لمنصب الحاكم، بينما كان أوباما موجودًا هناك الجمعة الماضية لدعم المرشّح الديمقراطي.
وقال ترامب «هذه واحدة من أهمّ الانتخابات في حياتنا»، مكرّرًا القول إنّ البطالة باتت في أدنى مستوياتها منذ نحو نصف قرن.
وشدّد ترامب على «أننا لن نسمح لهؤلاء الناس بغزو بلادنا»، في إشارة إلى قوافل المهاجرين الذين يعبرون المكسيك للوصول إلى الولايات المتّحدة، معتبرًا أنّ التصويت لصالح الديمقراطيّين ليس سوى تصويت لصالح «الجريمة».
وأرسل ترامب آلاف الجنود إلى الحدود، وبثّت قناة «فوكس نيوز» الأحد صور الجنود يُركّبون أسلاكًا شائكة.
ولم يسبق أن أُنفقت هذه الكميّة من الأموال في انتخابات منتصف الولاية، ما أدّى إلى سيل من الدعايات على القنوات التلفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت.
وأُنفق أكثر من خمسة مليارات دولار من المعسكرين للتأثير على تصويت الأميركيين، بحسب موقع «أوبن سيكرتس دوت أورغ» المتخصّص.
وتُدرك المعارضة الديمقراطية أنّ الاستحقاق الانتخابي الوطني الأوّل عادةً ما يكون معاكساً للحزب الحاكم، وهي تعوّل على تصويت عقابي ضدّ ترامب الذي وصفه كثير من المسؤولين والمرشّحين بأنّه رجل كاذب والرئيس الذي قَبَرَ نظام الضمان الاجتماعي وحفّز اليمين المتطرّف.
وسبق أن خسر كلّ من أوباما في 2010 وجورج بوش في 2006 وبيل كلينتون في 1994 ورونالد ريغن في 1986، أغلبيتهم في مجلس النواب في انتخابات منتصف الولاية. وسيتم تجديد كامل مقاعد هذا المجلس الـ435 لمدة عامين.
وأقرّ نائب الرئيس مايك بينس نفسه، بخطر حدوث «موجة زرقاء» أي ديمقراطية. ودعا أنصاره إلى عدم الامتناع عن التصويت، متكهّناً بأنّ «الموجة الزرقاء ستتكسّر على جدار أحمر»، في إشارة إلى اللون الذي يرمز إلى الحزب الجمهوري.
والسباق يختلف كثيراً بين غرفتي البرلمان. ففي مجلس النواب يتعيّن على الديمقراطيين كسب 23 مقعداً إضافيًا، وتمنح استطلاعات الرأي أفضليّة على المستوى الوطني للديمقراطيين في هذا المجلس. وبحسب استطلاع نشرته الأحد صحيفة واشنطن بوست سيحصل الديمقراطيون على 50 بالمئة من الأصوات مقابل 43 بالمئة للجمهوريين. لكن يستحيل التكهّن بمصير التصويت في 60 دائرة تشكّل المدار الأساسي للتنافس.
وفي مجلس الشيوخ، حيث يجري التنافس على 35 من مئة مقعد لولاية من ستّ سنوات، يعرف الجمهوريون أنّ الأفضليّة هي لهم لأنّ الاقتراع سيجري خصوصاً في ولايات محافظة.
ويُقرّ الديمقراطيون من جهتهم بأنّ احتمال سيطرتهم على مجلس الشيوخ ضعيف. وقالت كلير ماكاسيل السناتورة الديمقراطية المنتهية ولايتها في ميسوري، الولاية التي كانت صوّتت لترامب في 2016، إنّ «الأمر صعب».
في المقابل قال السناتور الجمهوري توم تيليس بثقة امس الاول الأحد «لن نحافظ على الأغلبية فحسب بل سنعزّزها» و»ستكون سهرة كبيرة».
ويُمكن أن تجد الولايات المتّحدة نفسها في 3 كانون الثاني 2019 مع كونغرس منقسم بين الحزبين. ومن شأن ذلك أن يعرقل ترامب الذي سيجد نفسه في وضع مربك مع الكونغرس خلال الـ 22 شهراً التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني 2020.
أوباما يتحرّك
ولأنه يعي أنّ اقتراع اليوم الثلاثاء يشكّل استفتاء على رئاسته، تصدّر ترامب المعركة، وتحرّك بين ميسوري ومونتانا وفلوريدا ليحضّ من صوّتوا له قبل عامين على إعادة الكرّة.
وكانت رسالته في نهاية الحملة «بسيطة جداً» كما قال السبت الماضي: الازدهار والأمن. وهو يكرّر أنّ برنامجه في طريقه للتحقّق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة