رمضان..بين الامس واليوم

سمير خليل
قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).. صدق الله العلي العظيم..
هو الشهر الفضيل الذي يصوم فيه المسلمون، وهوالشهر التاسع في التقويم الهجري، تميزعن سائر شهور السنة الهجرية بالعبادة والطقوس الخاصة، وله مكانة خاصة عند المسلمين فختام ايامه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر كما وصفها الله سبحانه وتعالى.
ولان هذا الشهر الكريم يحتل ركنا في تاريخ المسلمين وتراثهم فقد تنوعت طقوسه وعادات الناس فيه في المدن والامصار التي يعيش فيها المسلمون، وهو فرصة لتطهير النفس ونزع الشوائب من الروح وبيان الالفة والمحبة بين المسلمين.
قديما كانت ساعات اليوم تتوزع بين الصلاة والعبادة والعادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة بلقاء الاحبة والتزاور بينهم تحت الاجواء المضاءة بشتى الالوان مع تبادل موائد الطعام والحلويات بين منازل الحي الواحد. واصوات المدائح والاغاني والاناشيد الدينية التي تستمر حتى وقت السحورالذي يبدأ بعد انتهاء لعبة المحيبس المعروفة وضربات الدمام ( الطبال الذي ينبه لوقت السحور ) ومناداته للصائمين، بينما تجول مجاميع الاطفال حاملين الفوانيس المضاءة وهم يرددون الاغنية الرمضانية المشهورة (ماجينة يا ماجينة حلو الكيس واعطونا).
قديما كان الناس يصحون صباحا للذهاب الى اعمالهم ويعودون بعد الظهر ليستعدو لمأدبة الافطارالتي يعلن عنها مدفع الافطار، وكانت الحياة اعتيادية في الاسواق والمدارس والجامعات.
اليوم مع تطور العصروسطوة التقنيات وغزو الالكترونيات وعجائب الانترنت خفت العادات الرمضانية، وصار معظم الصائمين يلوذون للاسترخاء والنوم خلال النهار، خاصة بعد توافق ايام الشهر الفضيل مع ارتفاع درجات الحرارة، كما خفت اصوات مدفع الافطار وضربات الدمام واختفى الاطفال واغنيتهم (ماجينة) من ثنايا الازقة والحارات والناس يقضون فترة مابين الافطار والسحور بمتابعة التلفاز وما يقدم من برامج متنوعة خاصة بشهر رمضان الكريم، حيث تتسابق محطات التلفازعلى اغناء ساعات بثها بما يشد الانتباه من مسلسلات درامية وبرامج رمضانية، ورغم كل هذا حافظ المسلمون على صلواتهم وادعيتهم في اماكن العبادة والاستماع الى الخطب الدينية .
ويبقى لشهر رمضان الفضيل مكانته المقدسة لدى المسلمين الذين يحتفون به كل عام برغم المصائب والنوائب كيومنا هذا حيث تفشت جائحة كورونا، الفايروس الخبيث الذي زارنا بلا دعوة واستقر في حياتنا رغما عنا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة