الحب.. قدر ام قرار.. سؤال يبحث عن اجابة

احلام يوسف
عرَّفه سقراط بأنَّه خيالٌ وتصوُّر لا يمكن تحقيقه في دنيا الماديَّات، وقرنه بالألم والحزن ونزع عنه مفهوم السعادة أو تحقيق السرور.
وقسم الفيلسوف اليوناني يوزانياس الحب إلى نوعين: الأرضي والسماوي، وانتهى إلى أن الحب وسط بين المحب والمحبوب.
أمَّا أفلاطون فوصف الحبَّ بأنَّه عملٌ هادف يسعى للخير، وأنَّه أسمى الأعمال التي تقوم بها الإنسانيَّة، وأنَّ الحبَّ يتحقَّق بالإدراك، والتعمُّق في الحقائق.
تعريفات كثيرة تداولت مفهوم الحب من علماء النفس والفلاسفة والشعراء والادباء، لكن يبقى سؤال….هل الحب قرار ام قدر؟
يقول الباحث بالطب النفسي عبد الخالق طاهر: “هناك اجابتين، فاهل الفقه يرون ان كل ما في الكون محكومٌ بقضاء الله تعالى وقدره، ويشمل أفعال الانسان، وحركاته، وتفكيره، واختياراته، ومنها الحب. وهناك من فسر الأمر بان الانسان بما انه مخير ما بين طريق الخير والشر والنتيجة بكلتا الحالتين محسومة من القدر الذي كتب النتيجة فان الحب قرار لان القدر اوجب عليه ان يحب هذا الشخص ويتودد له، لكن يبقى الامر المهم اننا لا نرمي كل افعالنا على القدر والمكتوب لان هذا جعل الكثير من الاشخاص يبررون لانفسهم افعالا شريرة او خطأ بحجة انه قدر مكتوب عليه”.
وتابع: “يمكن ان نعتبر الفشل في بعض علاقات الحب دليلا على انه قرار، فلا يمكن لله ان يقدر لاحد منا ان يقع بحب شخص ما كي يكتب عليهم الفراق فيما بعد! كل ما في حياتنا نابع من قراراتنا نحن، وما يقدره الله يفعله لكنه انعم علينا بنعمة العقل كي نميز بين القرارات الصح من الخطأ لا ان نركن كل نتائج قراراتنا خاصة السلبية لموضوع القدر”.
وبعيدا عن الفلاسفة وعلم النفس يقول معتز مسلم: “الحب قرار، وانا اخترت حبيبتي التي اصبحت زوجتي فيما بعد، لاني وجدتها تمتلك كل الصفات التي احبها بالمرأة، واتخذت قراري بان اتخذها حبيبة وزوجة وكان لي ما اردت، القدر موضوع اخر يتعلق بامور اخطر”.
ولكن رأي علياء الجابري طان مناقضا لرأي مسلم اذ قالت: “انا اؤمن بان كل ما في حياتي مقدر له ان يحدث، نعم احيانا يقدر الله ان ترتبطي بشخص عاطفيا ومن ثم يقدر ان تنتهي العلاقة وله في ذلك حكمة قد تزيد تجربتي لاختار شخصا مناسبا اكثر بالمستقبل، لا ادري المهم ان هناك حكمة في كل ما يحدث، اما من يقولون انه قرار فأعتقد انهم يخافون من امر ان حياتهـم مرسومـة مـن قبـل وربمـا يشعـرون باليـاس ان آمنـوا بهـذه الحقيقـة لذلـك فهـم ينكرونهـا”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة