تجنبوا نبذ النفس او الآخر..انه عاهة
تصيب كيان المجتمع كله

احلام يوسف
يعرف الانسان على انه كائن اجتماعي. وقد جُبل على هذه الصفة، أي انها ضمن فطرته التي يولد بها، ولذا نجد الطفل يوم يشعر بمحيطه يفرح عندما يشعر ان الانظار متجهة نحوه، وعندما يكبر ترتبط سعادته بعدد الاصدقاء الذين يتوددون اليه ليلعب معهم.
هناك افراد تعرضوا الى النبذ الاجتماعي لأسباب عدة، وقد اثر عليهم الأمر الى الحد الذي جعلهم ينطوون على انفسهم، واحيانا يتسبب النبذ بكره المنبوذ لكل الاشخاص سوى عائلته.
يتحدث الدكتور بالطب النفسي جهاد عمارة عن خطورة الحالة واوضح ان بعض المنبوذين ربما يصل بهم الكره الى عائلاتهم ايضا ويقول: “هناك اكثر من نوع للنبذ، نبذ اجتماعي او نبذ الكتروني ويتعلق بعدم تفاعل الاصدقاء الافتراضيين مع ما يكتبه الشخص ما يشعره بعدم الاهمية، وقد يحدث نبذ فردي، أي ان شخصا معينا لا يتقبل وجودنا بحياته”.
وتابع: “هناك نبذ عاطفي، واسري ومهني، والنبذ الاجتماعي لا يتحدد بأفراد فقد يكون الرفض من مجتمع بأكمله او جماعة معينة ما يسبب بتدهور حالة الفرد النفسية وقد تؤدي به الى الانتحار ان لم يستطع تجاوز الامر او ايجاد حل بعد معرفة اسباب النبذ”.

هل نستطيع ان نقول ان النبذ الاجتماعي يرتبط بصورة ما مع التنمر الذي صار ظاهرة في الوقت الراهن؟

  • “برغم ان المفهومين يختلفان عن بعضهما الا انه يرتبط به في بعض الحالات وبصور معينة، وكي نحدد صفة الحالة يجب ان نكون على علم بتفاصيل اسباب الفرض، فهناك حالات تسمى تنمر وغالبا ما تحدث مع طلاب المدارس واليوم نجده منتشرا على الشخصيات العامة، ونطلق عليها صفة التنمر لان السبب يتعلق بالتلذذ بأذية الاخر، ومحاولة الانتقاص منه واحراجه امام الاخرين. احيانا يكون سبب التنمر الاحساس بالنقص ازاء الشخص فان كان مجتهدا ومتفوقا او يملك شكلا جميلا يمكن ان يتعرض للتنمر في محاولة للانتقاص من ميزاته”.
    واوضح: “اما أسباب النبذ أو الرفض الاجتماعي فكثيرة واسبابها عدة، منها العنصرية والتي تتنوع ما بين العنصرية العرقية والجنسية والدينية أو السياسية والاجتماعية والقومية والعنصرية ضد أصحاب البشرة الداكنة. هناك اسباب اخرى للنبذ الاجتماعي تتعلق بأفكار الشخص، فأحيانا تكون افكاره مرفوضة اجتماعيا لأنها تتناسب وعاداته واعرافه السائدة، لذا نجد ان المرأة التي تتمرد على بعض العادات والاعراف تتعرض للرفض الاجتماعي بصورة مضاعفة لأننا ذكرنا ان بعض انواع العنصرية تتعلق بالجندر”.
    يقول الدكتور عمارة ان بعض الاشخاص يتعرضون للنبذ الاجتماعي لأسباب تتعلق بأخلاقياته وطباعه، فالمنافق والمغتاب والذي ينشر طاقة سلبية على كل من حوله، ومن يتشكى طوال الوقت لسبب او من دون سبب. ايضا الشخص النرجسي الذي يتحدث عن نفسه وميزاته واراء الاخرين الايجابية به والذي يتحدث عن صدقاته للفقراء بمناسبة او من دون مناسبة.
    ويضيف: “لأننا غالبا لا نتقبل المختلف فأحيانا يكون سبب الرفض او النبذ الاجتماعي يتعلق بعاهة مصاب بها الشخص، او يكون قزما، او مصابا بمرض معد وان لم يكن خطيرا الى الرفض الاجتماعي”.

ما تأثير النبذ الاجتماعي على الشخص؟

  • ” تتعدد اثار النبذ الاجتماعي ما بين نفسي وجسدي، تختلف حسب طبيعة الشخصية والعمر، وايضا وجود اشخاص داعمين من العائلة. قد يؤدي الأمر الى العزلة، فيخاف الشخص من الاندماج مع المجتمع لئلا يتعرض للرفض مرة اخرى، ما يؤدي بالبعض الى حالة الاكتئاب. هناك من يلجأ الى ايذاء نفسه جسديا، كي يشعر الاخرين بالذنب، واستبدال النبذ الى تعاطف. هناك من ينحرف عن الطريق السليم، وهذا غالبا يحدث مع المراهقين لان شخصياتهم لم تنضج بعد ويكون عادة مشوشا ولا يتقبل النصح.

كيف يمكن التعامل مع الأمر؟

  • “اولا يجب ان نفهم اسباب الرفض، ان كانت عنصرية فيمكن اللجوء الى المقربين او الاشخاص الذين يعانون من المشكلة نفسها كي يساند بعضهم بعضا. اما ان كان بسبب النجاح والتفوق، فتعد حالة ايجابية فعلى الشخص ان يجعل الرفض حافزا لنجاح اكبر. اما ان كان بسبب طباع سيئة فهذا ايسر الحالات، يمكن ان نروض انفسنا على طريقة تعامل الطف وندربها على الابتعاد عن النفاق والاستغابة وغيرها من الصفات حتى وان ضغطنا على انفسنا فالنتيجة ستساعدنا على الاستمرار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة