صوفيا ومارسيللو
ابراهيم البهرزي
ربع قرن مر على رحيل الأسطورة الإيطالية مارسيللو ماستروياني، لكنه سيظل خالدا،اضافة لما قدمه من أفلام خالدة ،فانه سيظل خالدا ما بقيت صوفيا لورين حية ،متعت بالعمر الطويل.
لقد شكل الاثنان ثنائيا خالدا ماكان ولن يكون له مثيل في تاريخ السينما ،فمن الصعب ان تنسى الذاكرة البشرية أفلاما مثل (الزواج على الطريقة الإيطالية ) او (زهرة عباد الشمس )او (امس واليوم وغدا )او (يوم خاص ) اوغيرها من الأفلام التي تشاركا فيها والتي بلغت ١١ فلما
كان عقد الستينات هو عقد صوفيا لورين ومارسيللو ماستروياني السينمائي بحق
فرغم وجود ثنائيات شهيرة حينها كجنجر روجرز وفريد أستير ،وكاترين هيبورن وسبنسر تريسي على سبيل المثال الا ان كبار مخرجي السينما كانوا يتدافعون لإخراج فيلم يضم هذا الثنائي الايطالي من اجل ضمان خلوده في الارشيف السينمائي العالمي
كان ما بين الاثنين كيمياء عجيبة هي فوق كيمياء الصداقة ودون كيمياء العشق قليلا ( ينكر الاثنان معا وجود اَية رابطة غرامية بينهما ،وهذا امر طبيعي ،فهي زوجة المنتج الكبير كارلو بونتي ،وهو زوج الجميلة كاترين دونوف ذات مرة !)
تقول صوفيا لورين واصفة مشاعرها في اول لقاء لهما :
: «بمجرد أن التقينا في المجموعة ، انطلقت شرارة بيننا. شعرنا جميعًا بالوحدة. نفس روح الفكاهة ونفس الإيقاع ونفس فلسفة الحياة وسخرية مرة بعض الشيء «لقد جعلنا أدوارنا تطيع غريزتنا.»
مع ان زمان الصحافة الفضائحية كان في أوجه وكان قد اشاع عن الساحر الايطالي علاقات غرام مع سرب من جميلات عصره مثل جيسيكا تاندي ،وجوليا أندروز ،وشيرلي ماكلين ولوسيا بوس وكلوديا كاردينالي ومونيكا ويتي وستيفانيا ساندريللي وبريجيت باردوواوسولا اندروس وانوك ايميه ،الا ان صوفيا لورين بالرغم من كل حرارة علاقتهما ظلت محمية من الشائعات بفضل زواجها من صديقه المنتج كارلو بونتي !
صوفيا ومارسيللو ثنائي كتب له سلامة العلاقة باعتقادي الشخصي لانه يحيا خارج هوليوود ، وهوليوود مناخ غير صحي للعلاقات ،فقد تحطمت فيه اغلب علاقات الصداقة والعشق ،اضافة للروح الإيطالية المتسمة بالمرونة والسخرية وقدر من الوفاء ما حفظ لهما هذا الود العميق لبعضهما ، ان اجمل تعبير عن هذه العلاقة. هو ما ذكرته صوفيا لورين في لقاء معها بعد رحيله أترجمه نصا لما فيه من شفرات سرية تكشف متانة ما بين روحيهما من شغف :
تقول لورين
(حسنًا ، كان القيام بفيلم آخر مع مارسيلو شيئًا – في كل مرة يطلب مني فيها عمل فيلم مع مارسيلو ، كنت أقول ، «نعم ، نعم ، نعم ،» بدون قراءة نص. لأنني علمت أن كل شيء معه سيكون على ما يرام. لأنه عرفني وعرفته. روح الدعابة لديه. طريقته في الارتجال. طريقته في عدم حفظ أدواره ، على الإطلاق. وأحيانًا كان يأتي إلى موقع التصوير وعيناه مفتوحتان هكذا ويقول ، «ماذا سأقول الآن؟» وأنا أقول ، «لا ، إنها مشكلتك ، كان يجب أن تستيقظ في الصباح قبل ذلك بقليل وتحفظ سطورك.» لذلك كان هناك دائمًا هذا النوع من المزاح مع مارسيلو ، لكن بالطبع ، عندما تعمل مع شريكك لمدة عشرين عامًا من حياتك ، فأنت تعرفه لأنه كان أخوك وزوجك وكل شيء لديك. لذا أعني أن كل شيء كان على ما يرام. وأيضًا لأنني وثقت به كثيرًا ، لأنه كان ممثلًا رائعًا. كان يعرف دائمًا ما كان يفعله. لكنه كان يتظاهر دائمًا بأنه لا يعرف ، وهذا ما أحببته كثيرًا).