“شباك اوفيليا” ينفتح على الحياة في بغداد

وداد إبراهيم
برغم كل الصعوبات التي يعيشها العراقي والفنان تحديدا، ما زالت بغداد تنبض بالحياة، من خلال النشاطات الفنية والثقافية التي عادت بقوة مع الالتزام بأساليب الوقاية، ومن بين هذه النشاطات التي تعزز دور الفن في حياتنا مسرحية شباك اوفيليا التي قدمتها الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح على خشبة المسرح الوطني.
“شباك اوفيليا” مأخوذة عن مسرحية هاملت لوليام شكسبير وكتبها للمسرح العراقي جواد الاسدي واخرجها د. مناضل داود، جسد اشخاصها الفنانون اياد الطائي وحسن هادي وزهرة بدن والاء نجم.
الكاتب جواد الاسدي يقول: كتبت هذا النص لا لكي انتمى اليه، بل ليكون نصا جديدا يستجيب لما وصل اليه الإخراج الجديد في المسرح، والذي يجعله أكثر القا ونضارة حتى لو اطيح به كله.
واعرب د. مناضل داود مخرج العمل عن سعادته بالحضور الكبير من الجمهور برغم المخاوف من فيروس كورونا، والوضع العام الصعب. واضاف: الجمهور متحمس للحضور الى المسرح لأنه متعطش لمشاهدة العروض المسرحية وقد ملأ الحضور القاعة حتى ان هناك من اتخذ من الأرض مكانا له لمتابعة العرض. هذا هو الجمال والنجاح، كلنا نعرف ان الجمهور العراقي جمهور متذوق للمسرح، وهو في انتظار ان يكون هناك عمل مسرحي يتحدى به الظروف، اما على صعيد النص فقد كان الخارطة الأصعب بمفاتيحه الثرية، الممثلون والسحرة ومتعة البروفة، اسسوا معي هذا العرض لأنني أنتمي إليهم، واستطعت ان اؤثث هذا العرض.
ولان المسرح “يمثل الحياة” بالنسبة اليها فلم تنقطع الفنانة زهرة بدن عنه، اذ تجد ان الفنان لا يمكنه ان يتوقف عن الحياة التي يمثلها او يتواصل معها، وقالت: نحن نعمل بالمستحيل لان هذه هي رسالتنا، النص يدخل الى القلب، وانا منذ ثلاثة أسابيع اتدرب على الدور، والان بعد ان جسدت دوري اشعر وكأني طائر يطير ويحلق في عالمه الساحر.. عالم المسرح.
قامت الفنانة الاء نجم عبدالله بتجسيد دور اوفيليا، حبيبة هاملت، الفتاة التي عانت كثيرا بسبب خذلان ابيها وحبيبها وشبهت نجم حالها بحال الشعوب العربية التي تعاني من الخذلان في اكثر من مفصل. وذكرت: “العمل كان تحدٍ كبير وسط المخاوف من جائحة كورونا، فان ينجح العمل ويجذب الى خشبة المسرح جمهور كبير متذوق للمسرح، فهذا مؤشر على ان المسرح العراقي ينهض من جديد وبأن العراقي ما زال يحمل ذائقة فنية جميلة”.
من بين من افترشوا الارض ليجدوا مكانا لهم وسط الجمهور الغفير الذي ملأ القاعة، سعد علي الطالب في معهد فنون قسم المسرح والذي حضر العرض قبل ساعة من بدء العمل، لكنه اضطر بسبب الزخم ان يجلس على الارض لمتابعة العرض، يقول سعد علي: “المسرح العراقي معروف بأصالته واي عمل مسرحي يقدم في هذا الظرف الصعب يعني تحد كبير، والكل متعطش لمشاهدة عرض مسرحي بعد ان توقفت العروض بسبب جائحة كورونا، والعمل كان راقيا وجميلا وكأنني قرأت المسرحية كلها خلال فترة العرض الذي استمر حوالي ساعة، انا سعيد ان اشاهد عرضا مسرحيا بهذا المستوى الجيد”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة