الاتفاق بين طالبان والحكومة الأفغانية يتعثر قبيل توقيع وثيقته

روسيا تعلق على تقرير “جرائم الحرب” الأسترالي

متابعة ــ الصباح الجديد

شهد التقدم الذي جرى إحرازه في الاتفاق المبدئي بين حركة طالبان ومفاوضي الحكومة الأفغانية تعثرا في اللحظة الأخيرة، بعد اعتراض الحركة المتمردة على مقدمة وثيقة الاتفاق لذكرها الحكومة الأفغانية بالاسم.

وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان “اتفق فريقا التفاوض حتى الآن على جميع المواد الإحدى والعشرين التي تقدم المبادئ التوجيهية للمفاوضات وفي الوقت الحالي، لا يزالون يتناقشون حول مقدمة الوثيقة، حيث لا تزال هناك بعض القضايا بحاجة إلى توضيح”.

وقالت مصادر حكومية ودبلوماسية لرويترز إنه عند الوصول إلى مرحلة توقيع الوثيقة في نوفمبر، والتي كانت ستتضمن إشارات إلى “جمهورية أفغانستان الإسلامية” المسمى الرسمي للحكومة الأفغانية، تراجعت حركة طالبان عن توقيع الوثيقة.

وترفض حركة طالبان الإشارة إلى فريق التفاوض الأفغاني كممثلين للحكومة الأفغانية، وذلك لأن الحركة تطعن في شرعية انتخاب غني رئيسا للبلاد.

وقال دبلوماسي في كابول مطلع على عملية التفاوض لرويترز إن “(الحكومة وطالبان) استعدتا لتوقيع الاتفاق”، مضيفا أن كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية كان سيوقع على الاتفاق بصفة “كبير المفاوضين لجمهورية أفغانستان الإسلامية”. وتابع الدبلوماسي “امتنعت طالبان عن قبول ذلك”.

ولم ترد حركة طالبان على طلب التعليق حول هذا الأمر بعينه، لكنها قالت لرويترز في وقت سابق إن موقفها هو التفاوض مع الأفغان عموما وإنها لن تعترف بهم كمفاوضين يمثلون الحكومة.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لرويترز “مستعدون للمضي قدما في المحادثات مع الفريق الحالي على أنهم أفغان. لا نعلم أنهم فريق من الحكومة”.

وذكر دبلوماسي آخر أن ثمة خلافا آخر حول مسمى “جمهورية”، إذ تشير طالبان إلى نفسها بأنها “إمارة إسلامية”، ما يبرز مضمون الخلافات القائمة بين الطرفين المتحاربين.

ونقل جانب الحكومة الأفغانية تحفظات طالبان إلى الرئيس غني الذي قال إنه لن يوافق على طلب كهذا، حسبما أفاد مصدران حكوميان مطلعان.

وقال أحد المصدرين إن إصرار الحركة يستند إلى رغبتها في استبدال حكومة غني المنتخبة بحكومة تصريف للأعمال بمجرد بدء عملية السلام.

وقال مصدر من الحكومة الأفغانية إن الوفد الأفغاني لن ينسحب من المحادثات، لكنه يخشى من أن تكون عواقب الأزمة الجديدة “أكثر خطورة على الطرفين”، بما في ذلك تصعيد آخر في أعمال العنف على الأرض في أفغانستان.

فيما انتقدت خبير أسترالي التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية الروسية بشأن مراجعة أجرتها الحكومة الأسترالية حول ارتكاب عدد من جنودها “جرائم حرب” في أفغانستان، واصفا موقف موسكو بـ “قمة النفاق”.

وكشف تحقيق جرى لسنوات حول سلوك الجيش الأسترالي في أفغانستان أن وحدات النخبة في القوات الخاصة “قتلت بشكل غير قانوني” 39 مدنيا وسجينا أفغانيا على الأقل، ولا سيما في عمليات إعدام تعسفية كانت من شعائر تدريب المجندين الجدد ومنحهم الخبرة.

ودعا التقرير إلى إحالة 19 شخصا على الشرطة الفدرالية الأسترالية، ودفع تعويضات لأسر الضحايا، وإجراء سلسلة من الإصلاحات داخل الجيش.

وفي رد فعل لها على التقرير، اعتبرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن التزام أستراليا “بنظام عالمي قائم على القواعد لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد”، وتوقعت “ألا تتم محاسبة” هؤلاء الجنود.

ومن جانبه، اعتبر المدير التنفيذي لمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، بيتر جينينغز، التعليقات الحكومة الروسية بأنها “قمة النفاق”.

وقال: “هذه هي روسيا التي كانت مسؤولة عن إسقاط الطائرة أم أتش 17 في أوكرانيا وغزو إقليم القرم ودعم (الرئيس السوري بشار) الأسد في سوريا”.

وأَضاف أن “سماع هذه التعليقات من وزارة الخارجية الروسية هو قمة النفاق للروس في هجومهم المستمر على الديمقراطيات الغربية”.

وقال وزير التجارة الأسترالي، سيمون برمنغهام، إن التقرير الأخير يظهر الالتزام بالمساءلة والشفافية التي “يفتقر بشدة إليها عدد من البلدان أخرى”، دون أن يشير إلى روسيا على وجه التحديد.

وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين أستراليا وروسيا بشكل خاص منذ إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية (أم أتش 17) عام 2014 والتي كان على متنها 298 راكبا.

الجدير بالذكر أنه بعد سبتمبر 2001، أرسلت أستراليا أكثر من 26 ألف جندي إلى أفغانستان للقتال إلى جانب قوات التحالف ضد طالبان والقاعدة وجماعات متشددة أخرى.

وغادرت القوات الأسترالية أفغانستان في 2013، لكن منذ ذلك الحين، خرجت تقارير حول سلوك وحدات النخبة من القوات الخاصة.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، قد انتقد، امس الاول الاثنين، نشر مسؤول رفيع في الحكومة الصينية صورة مزيفة عبر تويتر انتقدت جنود بلاده بسبب هذا التقرير، مطالبا بكين بالاعتذار.

انتقد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، امس الاول الاثنين، نشر الحكومة الصينية صورة مزيفة عبر تويتر.

وقال، موريسون، إن الصين يجب عليها أن تشعر بـ “العار” جراء نشر أحد مسؤوليها صورة أظهرت جنديا يقف على العلم الأسترالي ممسكا سكينا قرب رقبة طفل يحمل حملا، وكتب تحت الصورة تعليق يقول: “لا تخف! لقد أتينا إليكم لنجلب السلام”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة