المرأة لا تنتهك الأعراف او كرامتها حين تبادر رجلا بحبها

احلام يوسف
العديد من الاعراف باتت قانونا لا يحيد عنه أحد، من بينها المبادرة التي كتبت باسم الرجل، تحديدا الاعتراف بالحب. فلا تستطيع اي امرأة ان تعترف بحبها لأي رجل لانها تجد ان في ذلك امتهان لكرامتها خاصة في حال تم رفضها.
في الوقت الحاضر هناك من تجاوزت تلك الاعراف وكانت اكثر شجاعة من سواها واعترفت للرجل الذي تحب بحبها، وهناك من توج حبهما بالزواج وهناك من رفض الامر في بدايته وانتهى.
كيف يتقبل الرجل اعتراف امرأة له بحبها، وكيف تتقبل المرأة موضوع اعترافها بحبها للرجل؟
سلوى عبد الاله تقول اننا كمجتمع اعتدنا على انظمة اجتماعية عديدة لا نستطيع ان نحيد عنها من ضمنها ان الاعتراف بالحب يجب ان يكون مبادرة من الرجل حصرا واضافت: لا اصدق ان هناك رجلا في مجتمعاتنا يمكن ان يتقبل اعتراف امرأة له بحبها، حتى وان كان يحبها فسيرفض الامر ويمكن ان يقل حبه لها او ربما يتخلص من حبه لها في لحظة اعترافها له، حتى من يدعي ان الموضوع اعتيادي وانه يحترم المرأة التي تقدم على هذه الخطوة بداخله هو رافض لها، لان الرجل الشرقي تبقى صفة البداوة بداخله، التي تقول ان الرجل هو صاحب المبادرة وان تخطت المرأة تلك الحدود تنتفي عنها صفة الانثى.
اما مجاهد سمير فقال: انا احترم المرأة التي تبوح بمشاعرها لمن تحب وحدث الامر معي بالفعل، لكن المشكلة اني حينها وافقت احتراما لمشاعرها واحتراما للخطوة الجريئة التي اتخذتها، وكي لا احرجها فارتبطنا معا بعلاقة عاطفية بنية الزواج فيما بعد لكني بعد شهر واحد لم استطع ان اكمل معها واخبرتها اني لا استطيع الاستمرار بحجة اني انوي السفر لأني لم اود ان اجرحها، وبشكل عام لا اجد هناك مشكلة من اعتراف المرأة بحبها لرجل، ولا ادري لم يربطها البعض بالكرامة وان المرأة لا تتقبل رفض رجل لها، وهل الرجل بلا كرامة؟ ام هل الرجل لا يتأثر في حال رفض من امرأة؟ ان الامر سيان لكن الاختلاف سببه الاعراف والعادات التي نسير عليها منذ قرون.
عيسى موسى الباحث بعلم الاجتماع ذكر ان الموضوع ليس شيئا استثنائيا او مستحيلا او جديدا فالسيدة خديجة “رض” هي من بادرت وبعثت رسالة الى النبي محمد “ص” اعترفت له بها برغبتها بالزواج منه وقال: “هناك من يقول ان السيدة خديجة اقدمت على هذه الخطوة مع رجل يمتلك كل الصفات الحميدة وليس به عيب فهل هناك رجلا بمثل صفاته؟ لكن الامر ليس بهذا الشكل فالموضوع بذلك تحول الى سنة، الى عبرة نتعلم منها، لكن في مجتمعاتنا ارتبطت بالمرأة صفات عدة اولها الحياء، والاعتراف بالحب منها ينزع عنها تلك الصفة وهذا ما يجعل الرجل بنحو عام لا يتقبل فكرة ان امرأة تعترف له بحبها”.
وتابع: “المشكلة ان هناك نساء كثر كتبن لي عن مشكلاتهن فيما يخص هذا الموضوع وغالبيتهن عانين بسبب ان الرجل كان يجد في المرأة التي تعترف له بحبها فريسة سهلة يمكن ان يأمرها وتطيع، وكأن اعترافها له بحبها فضيحة لابد لها ان تداريها الى ان تتوج علاقتهما بصورة رسمية، لذلك فاقول للمرأة ان فكرت بان تكوني انت صاحبة المبادرة بالاعتراف بالحب يجب ان تتأكدي من ان هذا هو الرجل المناسب وانه يمتلك من الوعي ما يكفي لاستيعابه الأمر، رجل يستحق ان تضعي نفسك بهذا الموقف معه. وبما ان الامر صعب بعض الشيء لان معرفة مكنونات الشخص ليس بالأمر السهل فيمكن للمرأة ان تتقصى عنه، تسأل المقربين منه عن شخصيته وطباعه، لسببين الاول ان هؤلاء يمكن ان يوصلون له اهتمامك به وبالتالي لو كان هناك اعجاب متبادل فسيقوم بالمبادرة، الثاني ستتعرفين اكثر عليه وتعرفين ان كان يستحق مشاعرك او لا، وعليه تقرري.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة