ناظم شاكر.. سيبقى خالداً

النجم العراقي الراحل «ناظم شاكر» ترك أثراً طيباً في الوسط الرياضي لاعباً ومدرباً، كان طيب الذات حلو المعشر تغلب عليه البساطة قضى وقتاً طويلا بعيداً عن الملاعب بسبب الحرمان والإصابة.
بدأ في دوري المظاليم ونال ثقة خبراء اللعبة حينذاك فرشحه المدرب الكبير «عبد الإله محمد حسن» الذي أخبر المدرب الراحل «عمو بابا» عنه وأوصاه باستحقاقه للانضمام لمنتخب العراق فاستجاب المدرب «عمو» لرؤية مدربنا الكبير «عبد الإله» ووجه الدعوة للغزال الأسمر للانضمام إلى منتخب العراق، فأبدع وصال وجال في البطولات وخاصة بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك وقدم مستوى متميز ولعب بكل ثقة وشجاعة، رغم أنه لم يكن في الجاهزية نتيجة ابتعاده عن الملاعب وقدم للقوة الجوية صوراً رائعة في العطاء والتفاني للدفاع عن الفريق الأزرق.
وفي آخر مشواره انتقل إلى نادي السلام عام 1989 وكان لاعباً ومدرباً في ذات الوقت وساهم مساهمة فعالة في صعود السلام إلى دوري الأضواء. استدعاه للسلام المدرب الأنيق «محمد علوان» لقناعته بوزن وقيمة ناظم في الملاعب، ونجح في هذا الاختيار وبعد انتقال المدرب «محمد علوان» إلى مكان آخر استلم المهمة الكابتن «ناظم» وقاد الفريق للصعود إلى دوري الشهرة وكان عدد اللاعبين 14 لاعباً فقط وكادره المساعد الكابتن «حسين لعيبي» والكابتن «عباس لعيبي» وكاتب المقال و»قاسم عبيد» حارسي الفريق، فكنا ندرب بعضنا بعض بدون مدرب حراس.
وقد نجح الكابتن «ناظم» في أول تجربة تدريبية له مع السلام، حيث ترجم خبراته الطويلة في الملاعب واستفاد من أفكار المدربين الذين أشرفوا على تدريبه واستمر في النجاح في ميدان التدريب وكان له تجارب احترافية ناجحة في الأردن والإمارات وفي الدوري العراقي ومع المنتخب الوطني، حيث حقق بطولة رباعية أقيمت في الإمارات وكان وقتها مدرباً للفريق وقاد أسود الرافدين قيادة ناجحة فنظم صفوف الفريق من كافة النواحي داخل الملعب وخارجه.
اتجه للتحليل وأبدع في التشخيص وكان رائعاً في المداخلة مع الزملاء ويعطي التفاصيل حقها وكان محبوباً من قبل الجميع .. وداعاً «أبو فهد» يرحمك الله ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته بإذنه تعالى وإلى جنة الخلد إن شاء الله.
تتساقط رموزنا كأوراق الشجر والمسؤولين عن الرياضة العراقية في سُبات عميق وندعوا الله أن ينعم عليهم براحة البال، البعض من المسؤولين يفتخر بقانون التقاعد للاعبين الدوليين السابقين ويعدونه إنجازاً يحسب لهم ولم يعلموا أن هذا الاستحقاق قدمته الدكتورة «سهام فيوري» بنت نجم المتخب العراقي السابق حسن فيوري، حيث قدمته عام 1984 في اجتماع في مجلس الوزراء لطلاب كلية التربية الرياضية جامعة بغداد – وكنت من ضمن الطلبة المتواجدين في المؤتمر – وبكل شجاعة وقفت «أم ياسر» الدكتورة الفاضلة وطالبت بحقوق اللاعبين الدوليين القدامى أمام المسؤولين عن الرياضة العراقية آنذاك والأستاذ «مؤيد البدري» – الله يحفظه ويسلمه من الوباء – كان جالساً بجانب رئيس الاتحاد العراقي ورئيس اللجنة الأوليمبية حينذاك «عُدي صدام حسين» بكل شجاعة وقفت وطالبت بالحقوق الكاملة لنجومنا السابقين دون تردد أو خوف مابالكم وما جرى لكم الأمس فقدنا «علي حسين شهاب» و»ناطق هاشم» في بلاد الغربة واليوم فقدنا «عمو بابا» و»علي هادي» و»احمد راضي» و»ناظم شاكر» وربما نفقد المزيد من رموزنا الوطنية.. ندعوا الله أن يحل السلام في دار السلام وأن يعود العراق سالماً غانماً بحول الله وقوته.

  • مدرب عراقي محترف
  • نعمت عباس

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة