الرياح يمكن ان تجري كما تشاء السفن

احلام يوسف
هناك بيت شعر لابو الطيب المتنبي يقول فيه “ما كل ما يتمنى المرء يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” رد الشاعر نضال جابر على هذا البيت وقال:
تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسـفـن
إن الذي يرتجي شيئاً بهمتــــــه يلقاه لو حاربتــــــه الإنس والجــن
فاقصد إلى قمــم الأشياء تدركها تجري الرياح كما رادت لها السفن
لكل من الشاعرين بيئته وظروفه وطريقة تفكيره وزمانه، لكن كم منا يؤمن بما قاله المتنبي وكم منا من يعمل بما رد به نضال جابر؟
عبد الخالق طاهر الطبيب النفسي يقول: يعاني شبابنا من ضغوطات كثيرة، بطالة، عوز، خيبات وخذلان، لكن هذا لا يعني ان نبقى نردد ان الرياح لا تجري ما تشتهي سفننا وان حظنا قليل وليس بيدنا حيلة لتغيير الحال! على الشباب ان يكون اقوى امام التحديات هذه، فهنا يثبت انه يستحق الحياة وانه قادر على المواجهة وشجاع، عليه ان يبحث كيفية صناعة واقع له مثلما يطمح او في الاقل قريبا من طموحه.
وتابع: كل المشاهير والعظماء الذين نقرأ عنهم اليوم بإعجاب وفخر عانوا وتعبوا ومروا بتجارب مخيبة لا تعد ولا تحصى، اذكر منهم بيل غيتس وابراهيم الفقي وتوماس اديسون الذي نعرف جميعنا انه فشل بتجاربه قرابة الالف مرة، لكنه وجد ان كل فشل طريق لمعرفة النجاح. التقي العديد من الشباب المحبط والسعيد بإحباطه لأنه يعشق لعب دور الضحية، ليبقى حبيس البيت بحجة ان ما يعرض عليه من اعمال لا تتناسب ومؤهلاته او دراسته، وهذا يعد مراوغة لتبرير كسلنا وعجزنا وخوفنا من الاقدام على خطوة جديدة، فالعمل بداية لتغيير الحياة لو اننا استثمرنا كل مؤهلاتنا وقدراتنا فيه.
واضاف: كي تجري الرياح بما تشتهي سفننا علينا ان نقارن انفسنا بالآخرين الناجحين، ما الذي يزيدون به عنا؟ هل تنقصنا الكفاءة والموهبة؟ شرط ان لا نقلل من شأننا بغية تبرير الاختلاف. الثقة بنفسنا وقدراتنا، الثقة بان داخلنا اقوى مما نظن، وبان لدينا قدرات هائلة لتغيير الواقع، نعم، فلكل انسان طاقة مرتبطة بمركز الكون، نحن من نختار شكلها فإما ان تكون ايجابية او سلبية، التركيز على اننا نمتلك قدرات كبيرة وفاعلة تجعل حالنا افضل، يسهم بتغيير الواقع. علينا ان ننبذ الجملة التي تقول ان الحظ وراثة، وان قليل الحظ لا يمكن ان يسعد في يوم من الايام، وبأنه “أي الحظ” يلازمنا منذ ولادتنا وحتى مماتنا، لان تلك جملة كارثية وقبيحة وغير صحيحة، والدليل التغيير الذي حصل مع مئات الاشخاص من المشاهير ومؤكد انه حصل مع الملايين من غير المشاهير. كيف حدث هذا التغيير؟ ولماذا؟ هناك ظروف عدة ساعدت على هذا، الأهم هنا ان نعرف من خلالهم ان الحظ يتغير لو اننا قررنا تغييره.
اذن علينا ان نؤمن بأن الرياح يمكن ان تجري بما تشتهي سفننا، فالله قدر لنا حياتنا، لكنه دعانا للسعي والمثابرة كي نجعلها افضل ونشكر نعمته علينا بهذه الطريقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة