بشراء ولاء صحفيين
الصباح الجديد ــ متابعة :
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الحكومة الصينية تسعى لخلق بديل لوسائل إعلامية عالمية عملاقة من خلال إدخال المال والسلطة الصينية في كثير من دول العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين يستعد لإصدار تقرير جديد، الأربعاء، يكشف الممارسات الصينية بإنشاء بنية تحتية إعلامية قوية تروج لسياساتها في دول مختلفة من العالم، الأمر الذي ساعدها للترويج عن روايتها الرسمية بعد تفشي وباء كورونا منها.
وفقا لما نقلته الصحيفة الأميركية، فإن الصين، مع بدء انتشار الوباء، استخدمت بنيتها التحتية الإعلامية على مستوى العالم لنشر روايات إيجابية عنها في وسائل الإعلام الوطنية، فضلا عن حشد المزيد من التكتيكات الجديدة مثل بث المعلومات المضللة”.
وأوضحت أن استراتيجية الصين الإعلامية ليست سرا، حيث تقول الحكومة الصينية إن حملتها لا تختلف عما فعله اللاعبون العالميون الأقوياء لأكثر من قرن.
معركة شاقة
ووجد تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا له، أن تغطية إعلامية مكثفة رافقت الدبلوماسية الصينية خلال فترة الوباء، حيث قدمت بكين معدات طبية وقائية في البداية ثم لقاحات لدول مختلفة، وذلك بهدف السعي لضمان الصورة الإيجابية للدولة في مختلف أنحاء العالم.
كما وجد تقرير آخر نشر العام الماضي أعدته سارة كوك لصالح فريدم هاوس، وهي مجموعة أميركية غير ربحية تدافع عن الحرية السياسية، أن بكين تنفق “مئات الملايين من الدولارات سنويا لنشر رسائلها إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم”.
وتدعو الصين الصحفيين من دول صغيرة مثل غينيا بيساو لتوقيع اتفاقيات مع نظرائهم الصينيين، علاوة على توزيع الحكومة لصحف محلية ناطقة بلغات مختلفة ودفع الأموال لوسائل الإعلام الوطنية.
قال صحفيون إيطاليون إنهم تعرضوا للضغط لتشغيل خطاب ألقاه الزعيم الصيني في عيد الميلاد وتم تزويدهم بنسخة مترجمة إلى الإيطالية.
في تونس، قدمت السفارة الصينية مطهرا لليدين وأقنعة لنقابة الصحفيين، ومعدات تلفزيونية باهظة الثمن ومحتوى مجاني مؤيد للصين للإذاعة الحكومية.
ووزعت صحيفة شعبية موالية للحكومة في صربيا لوحة إعلانية عليها صورة الزعيم الصيني وعبارة “شكرا لك أخي شي”.
في بيرو، حيث الحكومة المحلية على علاقة وثيقة مع الصين وحصلت الشخصيات السياسية القوية على حق الوصول المبكر إلى لقاح صيني الصنع، قالت أمين عام رابطة الصحفيين الوطنية، زوليانا لينيز، إن “التواجد المتكرر للصين يبرز دائما في وسائل الإعلام الحكومية”.
وقالت الصحيفة إن الصين تخوض معركة شاقة في هذا الاتجاه من خلال التغطية على الاستبداد المتزايد والاضطهاد لإقلية الإيغور وقمعها المعارضة في هونغ كونغ، إذ شنت حملة على المراسلين الأجانب داخل حدودها، ما جعل المنافذ الدولية تعتمد بشكل متزايد على الحسابات الرسمية، إضافة إلى رفض منح التأشيرات للصحفيين الأميركيين، بما في ذلك معظم صحافيي نيويورك تايمز. وتتعرض الصين لانتقادات لاذعة من الدول الغربية ومنظمات حقوقية بشأن معاملتها لأقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ، إضافة إلى نفوذها المتزايد