المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن يتخلى عن إعلان الإدارة الذاتية

تطبيقا لاتفاق تقاسم السلطة

متابعة ــ الصباح الجديد

أعلن امس الأربعاء متحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وهو أقوى الجماعات الانفصالية في الجنوب، أن الانفصاليين اليمنيين قرروا التخلي عن الإدارة الذاتية الذي أعلن عنه في نيسان الماضي، كما تعهدوا بتكليف رئيس الوزراء اليمني لتشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما تضم ممثلين عن المجلس الانتقالي، وذلك تطبيقا لاتفاق تقاسم السلطة الذي رعته السعودية مع الحكومة.

وتخلى الانفصاليون اليمنيون امس الأربعاء عن الإدارة الذاتية في الجنوب وتعهدوا بتنفيذ اتفاق لتقاسم السلطة مع الحكومة المعترف بها دوليا، في خطوة قد تعزز موقف السلطة في حربها مع الحوثيين.

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات.

لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة “المجلس الانتقالي الجنوبي”، وتتهم الحكومة بالفساد.

وكان المجلس الانتقالي وهو أقوى الجماعات الانفصالية في الجنوب، قد أعلن في نيسان “إدارة ذاتية” في الجنوب بعدما هاجم القوات الحكومية في تعثّر لاتفاق تقاسم للسلطة تم توقيعه برعاية الحكومة السعودية.

وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم امس الاربعاء على تويتر إن الانفصاليين يعلنون “التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية، حتى يتاح للتحالف (بقيادة السعودية) تطبيق اتفاق الرياض”.

وجاء ذلك بعد ضغوط مارستها السعودية وحليفتها الإمارات، الداعم الرئيسي للمجلس الانتقالي، على أطراف الخلاف.

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد حض في نهاية حزيران/يونيو الانفصاليين الجنوبيين على “إيقاف نزيف الدم” واحترام اتفاق الرياض لتقاسم السلطة.

نصوص اتفاق الرياض

ووُقّع الاتفاق في تشرين الثاني 2019، وينص على تقاسم السلطة في جنوب اليمن بين الحكومة والانفصاليين. لكن بنوده لم تنفذ وسرعان ما تجاوزتها الأحداث.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية “واس” عن مصدر سعودي مسؤول أن حكومة المملكة قدمت للطرفين “آلية لتسريع العمل باتفاق الرياض عبر نقاط تنفيذية”.

وتشمل هذه النقاط استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن الإدارة الذاتية، وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما تضم ممثلين عن المجلس الانتقالي.

وأكد المصدر السعودي “استجاب الطرفان وأبديا موافقتهما على هذه الآلية وتوافقا على بدء العمل بها”.

حرب مصغرة داخل حرب اليمن و.. “بداية جديدة”

ونشر التحالف العسكري في نهاية حزيران ، الذي تقوده الرياض في اليمن مراقبين سعوديين لمراقبة وقف إطلاق النار بين القوات الموالية للحكومة، المدعومة منه، والمقاتلين الانفصاليين بعد اشتباكات في جنوب البلاد.

وعبّر المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي عن تفاؤله بتطبيق الاتفاق، قائلا إن إعلان الانفصاليين عن التخلي عن الإدارة الذاتية يمثل “بداية جديدة”، بينما قام هادي بتعيين قائد جديدة للشرطة في عدن ومحافظ جديد لها.

وكتب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على تويتر إن “موافقة الأطراف اليمنية على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض تعبر عن الرغبة الجادة في لغة الحوار وحل التجاذبات والاختلافات والقبول بالآخر والسعي للشراكة السياسة، وكذلك دعم مسارات الوصول لحل سياسي شامل وإنهاء الأزمة”.

ويمثل النزاع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، أحد حلفائها الرئيسيين ضد الحوثيين، حربا داخل الحرب في اليمن.

“أسوأ أزمة إنسانية في العالم”

وزادت هذه الحرب داخل الحرب من تعقيد النزاع المستمر منذ خمسة أعوام، والذي أوقع عشرات آلاف القتلى وأدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية ليز غراندي قالت لوكالة الأنباء الفرنسية في مقابلة الشهر الماضي إن اليمن “يقف على حافة مجاعة من جديد بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالا كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهرا”.

وفي حزيران الماضي، جمعت الأمم المتحدة حوالى نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن والبالغ 2,41 مليار دولار في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن “المزيج الخطير من الصراع والصعوبات الاقتصادية وندرة الغذاء والنظام الصحي المتدهور تدفع ملايين الأطفال في اليمن إلى حافة الهاوية”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة