خطأ إداري وتداعيات الحرب يعصفان بأحلام الصافرة العراقية في المونديال

ذكريات آباطرة الملاعب

بغداد ـ الصباح الجديد:

تأثرت الكرة العراقية طويلا بالظروف السياسية المختلفة التي عانت منها البلاد وتداعياتها على مدار العقود الأربعة الماضية، ودفع عناصرها ثمنا باهظا ومنهم بطبيعة الحال الحكام الذين تمكنوا من فرض حضورهم في محطات خارجية كبيرة، لكن يبقى الحلم هو تسجيل حضور في نهائيات كأس العالم.

وبرغم الإمكانيات الجيدة التي تمتع بها عدد من حكام العراق إلا أن تداعيات حربي الخليج، والحصار الاقتصادي، ضربت طموحاتهم وحرمهم من مواصلة مشوارهم الدولي، وظهورهم بالمناسبات الكروية الكبرى.

يسلط التقرير الآتي الضوء على الصافرة العراقية والظروف التي لعبت دورا في إجهاض محاولتين لبلوغ طواقمها في قيادة نهائيات المونديال لكرة القدم الذي يبقى حلما لجميع اباطرة الملاعب.

صلاح محمد كريم: الحكم الراحل صلاح محمد كريم تعرض لظلم كبير حرمه من الظهور في مونديال إيطاليا 1990، الذي توج به المنتخب الألماني على حساب نظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية بهدف جاء من ركلة جزاء باقدام اللاعب أندرياس بريمة.

كان كريم مؤهلا تماما لإدارة مباراة الاختبار الأخير له، التي جمعت في كأس الأفرو آسيوية منتخبي مصر وكوريا الجنوبية، بالعاصمة القطرية الدوحة، إلا أن خطأ إداريا حرم الحكم العراقي المميز من المباراة، حيث أغفل الاتحاد العراقي تأكيد جاهزية الحكم لهذه المباراة.

وبرغم أن كريم غادر للدوحة من أجل إدارة المباراة، إلا أنه صدم بهذا الخطأ، ومع تأخر تأكيد الاتحاد العراقي، أسندت المباراة للحكم البحريني جاسم مندي، الذي تأهل عبر هذه المباراة لمونديال إيطاليا، لتفوت الفرصة المهمة على الحكم العراقي.

حازم حسين: الحكم الدولي السابق حازم حسين شق طريقه باقتدار وكان من أبرز حكام الكرة محليا، لينال الشارة الدولية عن جدارة واستحقاق ويتدرج بشكل طبيعي على الساحة الخارجية بفضل ما يملكه من مؤهلات فنية عالية ولياقة بدنية واتخاذ القرار في اللحظة المناسبة من دون تردد.

بدأ مشروع إعداد الحكم للمونديال بالتدرج حيث شارك في إدارة مباريات كأس العالم للناشئين في عام 2001 في ترينيداد وتوباجو وقدم خلالها مستوى مشرف ووجهت له الدعوة لإدارة مونديال الشباب عام 2003 في الإمارات، إلا أن ظروف الحرب العراقية الأمريكية آنذاك حالت دون مشاركته.

وبذلك انتهى حلم حازم حسين في بلوغ المونديال، في حين أكمل الطاقم الذي رافقه في تلك الفترة مسيرته، حتى تأهل لكأس العالم 2006 في ألمانيا.

حكام مساعدين: ربما كانت حظوظ الحكام المساعدين أفضل قليلا من حكام الساحة العراقيين في السنوات الماضية، إذ نجح 3 منهم من بلوغ كأس آسيا 1996 وإدارة بعض مبارياتها، على غرار الحكم شورش محمد.

في عام 2004 تواجد الحكم المساعد خليل إبراهيم ضمن منافسات كأس آسيا بالصين، وقدم أداء جيدا يشار إليه بالبنان بعد تقديمه لامكانات فنية عالية تميز فيها برفع رايته في اللحظة المناسبة واتخاذ القرار بالدقة العالية.

وفي كأس آسيا 2007، مثل حكام العراق خير تمثيل، المساعد محمد كاظم عرب الذي اعتبره كثيرون فأل حسن للكرة العراقية، حيث نجح منتخب أسود الرافدين في التتويج بتلك النسخة التي أقيمت في 4 دول، هي أندونيسيا وفييتنام وتايلاند وماليزيا.  

وقدم عرب امكانات متميزة جدا، اسهمت في اغناء مسيرة الحكم العراقي في الصعيد الخارجي، سيما انب بطولة أمم آسيا تنال قسطا كبيرا من الاهتمام والمتابعة، فكان عرب مميزا في حضوره انيقا في المشاركة باتخاذ القرار ليختتم مسيرته بمهارة عالية ونال الاحترام من الجميع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة