المواطن يعكس للعالم صورته المشرقة في مبادراته النبيلة

اللوبون الفرنسية تصف ما يحدث “معجزة”

سمير خليل

في وقت كان فيروس كورونا يزرع الرعب والهلع بين الناس، تمتد آثاره واخطاره لتضرب النسيج الاقتصادي وسبل العيش، كانت التماعات المعدن العراقي الاصيل تضيء بعض ما زرعه الفيروس من عتمة، تناخى العراقيون عن بكرة ابيهم لمواجهة هذا الخطر، كل حسب امكانياته، ليرسم الجميع في الافق صورة جميلة، عنوانها الطيبة والتآخي واللحمة الوطنية.

مبادرات عديدة، ربما يصعب حصرها بين اسطرنا هذه، تجلت اغلبها في توفير لقمة لاعداد من العائلات التي ضرب الفيروس قوت يومها في الصميم، عائلات كثيرة تعيش على مدخولها اليومي الذي بالكاد يسد رمق اطفالها، حرمو لقمتهم بعد قرار الحظر الصحي الذي الزم الناس بيوتهم.

قائمة طويلة من الضمائر النقية والنفوس الطيبة، الاطباء كانو سباقين للتعامل مع هذا الظرف من خلال تخفيض اجور الفحص واعفاء من لايملك اجرة الفحص، التجار بادروا بإعداد سلال غذائية للعائلات المتعففة.

اصحاب المولدات الاهلية استجابوا للدعوات الانسانية وبادروا بتخفيض سعر الامبير من الطاقة الكهربائية التي تصل الناس، واعفاء من لايملك الدفع ايضا، اصحاب الدور والمحال ايضا ساهموا في الحملة من خلال تخفيض اسعار الايجار.

كما كان للمنظمات الانسانية دور بحملات التوعية.

ايضا كان للفتوى التي اطلقتها المرجعية الرشيدة والتي تحث على التكافل الاجتماعي بتخفيض الاسعار بدلا من استغلال الازمة ورفعها، أثر كبير في تحفيز المؤسسات الدينية لتقديم مساعدات للمتضررين، وبدأت العتبات الدينية في النجف وكربلاء وجنوبي العراق حملات واسعة لتقديم سلات غذائية للعائلات المتضررة اضافة لجهود الحشد الشعبي الكبيرة في مساعدة الاسر الفقيرة لمواجهة ازمة كورونا.

صور المساعدات والمبادرات انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي ومن خلال القنوات التلفازية وفيديوهات الانترنيت وكانت كثيرة ومتنوعة افترشت بعضها الطرق والمحلات الشعبية والازقة وفي شتى محافظاتنا.

ومن الصور الرائعة التي تكحلت بها العيون، صورة لعدد من قناني الغاز تفترش احد الطرق في محافظة ميسان، في مبادرة تدعو العائلات لاستبدال قناني الغاز الفارغة باحدى القناني المرصوفة مجانا ومن دون مقابل، ليس هذا فحسب بل بامكان من يستبدل قنينة الغاز الحصول على دجاجة مع قنينة زيت الطعام موضوعتين امام كل قنينة.

هذه المبادرات الانسانية الجميلة تعكس صورة العراقي وكيف يواجه الازمات.

وبناءا على ماحملته هذه الصورة الرائعة،  وصفت مجلة ” اللوبون ” الفرنسية قبل ايام، ما يفعله العراقيون في “التضامن بينهم” عبر تقديم الطعام للفقراء وصنع الواقيات الطبية “الكمامات” مجانا للمحتاجين في مواجهة ازمة كورونا، بأنه من “المعجزات”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة