يسعى ترامب الى دفع الحلفاء الى دور أكبر في محاربة الإرهاب
ترجمة : حسين محسن
قال الامين العام للمؤسسة ان منظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) سينضم الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذى يقاتل المتطرفين في العراق وسوريا.
وقال جينز ستولتنبرغ فى بروكسل يوم الخميس الماضي قبيل قمة الناتو التي حضرها الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب «ان هذا سيبعث برسالة قوية للوحدة والتزام الناتو بمكافحة الارهاب»
ويسعى ترامب إلى دفع حلفاء أميريكا في الناتو إلى القيام بدور أكثر نشاطاً ضد التطرف. وفي وصوله الى المدينة يوم الاربعاء، قال للصحفيين ان التفجير الانتحاري المميت الذي وقع فى مانشستر ارينا فى وقت سابق من هذا الاسبوع اكد على الحاجة الى مزيد من التعاون بنحو كبير في مكافحة الارهاب.
وفي الوقت الذي انضمت فيه جميع الدول الـ 28 في الناتو الى الائتلاف – حيث سيرسل بعضها طائرات حربية للمساعدة في القصف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع الجهاديين في سوريا والعراق – لم يقم الحلف بخطوة رسمية.
وكان ستولتنبرغ حريصا على التأكيد على أن دور الناتو لن يشمل الاشتباك، بل سيوسع بدلا من ذلك استعمال طائرات المراقبة، ويزيد من برامج التدريب العراقية، ويخلق خلية جديدة في بروكسل للتنسيق مع الاستخبارات التي تكافح الإرهاب. ومن المتوقع أيضا أن تؤكد جميع الدول ال 28 التزاما بإنفاق 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي على الدفاع.
خلال حملته الانتخابية وصف ترامب حلفاء أميركا الاوروبيين خلال الحرب الباردة بأنهم «منتهيو الصلاحية», لكنه تنازل عن وعده بتخريب التحالف منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني.
وقد واجه الرئيس الجديد ترحيباً باردًا في بروكسل أكثر مما حصل خلال المواقف الأولى من جولته الخارجية الافتتاحية – في الرياض والقدس وبيت لحم.
وكان قد توجه الى بروكسل من زيارة تستغرق 24 ساعة الى البابا فرانسيس فى روما.
وفي سياق متصل طالب ترامب أعضاء الناتو بمشاركة مالية اكبر لمحاربة داعش قائلاً, انهم يجب أن «يدفعوا ما مدينين به» لدعم التحالف الدولي لأن هذا «غير عادل تجاه دافعي الضرائب من مواطني الولايات المتحدة».
وقال ترامب»في مواجهة تحدياتنا المشتركة، يجب علينا أيضا أن نضمن أن يؤدي أعضاء الناتو التزاماتهم المالية وأن يدفعوا ما يدينون به». وقال ترامب للقادة المجمعين فى مقر المنظمة الجديد فى بروكسل ان الكثيرين لم يفعلوا ذلك.
و أضاف ترامب «اذا قدمت دول الناتو اسهاماتها الكاملة فان الناتو سيكون اقوى مما هو عليه اليوم وخاصة في مواجهة خطر الارهاب».
وخلال تصريحاته الحماسية، نظر قادة الناتو المجتمعون الى بعضهم باستغراب – بمن فيهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي المنتخب حديثا ايمانويل ماكرون, وظلوا يقفون فى صمت حرج.
وكان رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو, الذي لطالما نقد خطابات ترامب حول الناتو في الماضي, كان يحدق مباشرة الى الأمام.
ترامب, الذي و خلال حملته الانتخابية نعت الناتو بأنه «منتهي الصلاحية», حث الدول على دفع حصتها بزيادة نفقاتها الدفاعية الى 2 في المائة, قائل «ان هذا ظلم لدافعي الضرائب من مواطني الولايات المتحدة»
وقال ان 23 عضوًا من بين ال 28 عضوًا لا يدفعون ما يتوجب عليهم دفعه، وكثيرون منهم مدينون بمبالغ هائلة من الاموال من السنوات الماضية.
وقال ترامب «على مدى السنوات الثماني الماضية، أنفقت الولايات المتحدة أكثر على الدفاع عن جميع دول الناتو الأخرى مجتمعة». واضاف «اذا كان جميع اعضاء الناتو قد انفقوا 2 فى المائة فقط من اجمالي ناتجهم المحلي على الدفاع العام الماضي، قد نكون أنفقنا 119 مليار دولار اخرى للدفاع المشترك ولتمويل احتياطي اضافي للناتو».
بل انه وجه نقده للناتو بسبب مقره الذي يصل الى اكثر من مليار دولار.
قائلا « لم أسأل أبدا عن تكلفة المقر الجديد للناتو. و أرفض أن أفعل ذلك, لكنه يبدو جميلاً.
و التفجير الارهابي الذي وقع في مانشستر, في ليلة الاثنين الماضي, و الذي تسبب بمقتل 22 شخصاً, كان بمثابة تنبيه قاسي للتهديد المستمر للمجتمعين,
وكان الكثيرون قد أرادوا من ترامب أن يستعمل هذه الحادثة لإظهار التزامه بالمادة 5 أو المساعدة المتبادلة مع حلف الناتو، لكنه ذكرها فقط في سياق الحرب في أفغانستان. تم تفعيل هذا المبدأ مرة واحدة فقط، بعد احداث 11 سبتمبر.
و قال ترامب «لهذا السبب فأن حلف ناتو قوي هو شيء جيد لأوروبا و لشمال أميركا»
وبعد دعوته للحظة صمت لضحايا هجوم مانشستر، جدد ترامب دعوته الى دفع الارهابيين الى الخارج و»عدم السماح لهم بالعودة».
وقال «انه يجب وقف الارهاب او ان الرعب الذي شاهدناه فى مانشستر والكثير من الاماكن الاخرى لن يستمر الى الابد».
*عن صحيفتي نيويورك بوست والاندبندنت البريطانية.