نائب رئيس البرلمان: الاستفتاء في الإقليم سيجري قبل أيلول المقبل

أكّد أن إيران وتركيا والعراق لا يعارضون عملياً إجراء الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بينما يقوم رئيس الاقليم مسعود بارزاني الذي خلف تجديد ولايته صراعاً بين الاطراف السياسية في كردستان، بجولة اوروبية تباحث خلالها مع قادة بعض الدول الاوروبية في مسألة الاستفتاء والعلاقة بين اربيل وبغداد، اعلن نائب رئيس برلمان كردستان جعفر امنيكي وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني انهم يسعون لإجراء الاستفتاء قبل حلول شهر ايلول من العام الحالي، بعد ان يتم اعادة تفعيل برلمان كردستان برئاسة جديدة في اطار اتفاق سياسي جديد بين الاطراف الكردستانية.
واوضح جعفر امنيكي في تصريح للقسم الكردي في وكالة انباء الاناضول تابعته الصباح الجديد، انه بعد اجراء الاستفتاء ستفتح القيادة السياسية في الاقليم حواراً مع بغداد لترسيم الحدود وتحديد مصير المناطق المتنازع عليها. وقال ان حزبه يسعى لإعادة تفعيل برلمان الاقليم وفقاً لآليات ديمقراطية وقانونية، مبيناً ان حزبه يعد اتفاقه السابق مع حركة التغيير والذي تشكلت بموجبه رئاسة البرلمان لاغياً، ما يتطلب توقيع اتفاق جديد بين القوى السياسية لإعادة تفعيل البرلمان برئاسة جديدة.
واضاف ان حزبه مصر على موقفه السابق ولن يسمح مجدد بأن يعود يوسف محمد لرئاسة البرلمان مجدداً، مشيراً الى ان حزبه يتمتع بعلاقات جيدة مع الاتحاد الوطني والاتحاد الاسلامي وقد يعيد تفعيل البرلمان بعد اتفاق سياسي مع هذين الطرفين.
وكان الحزب الديمقراطي قد منع رئيس البرلمان الحالي القيادي في حركة التغيير الدكتور يوسف محمد في 12من تشرين الاول عام 2015 من دخول محافظة اربيل لترؤس جلسة لبرلمان الاقليم، كان مقرراً لها ان تناقش قانون رئاسة الاقليم وصلاحياته، وسحب الثقة عن بارزاني بعد انتهاء مدة ولايته الثالثة في 19 من اب عام 2015
ويضيف نائب رئيس البرلمان جعفر امنيكي انهم ابلغوا كلا من تركيا وايران والعراق برغبة المواطنين في الاقليم بإجراء الاستفتاء، لافتاً الى ان أيا من تلك الدول لن يكونوا عملياً ضد استقلال اقليم كردستان، وان معارضتهم ستكون فقط في الاطار النظري والتصريحات السلبية، وليس بالمعارضة الرسمية.
وتابع قائلاً « اذا ما تمكنت الاطراف السياسية من توحيد صفوفها وانهاء الخلافات السياسية، فأننا سنتمكن من اجراء الاستفتاء قبل شهر ايلول المقبل، مستبعدًا ان يواجه اقليم كردستان بعد اجراء الاستفتاء ازمات ومعوقات كبيرة، وفي حين توقع بروز بعض العراقيل الصغيرة هنا وهناك، توقع ان تبقى علاقات الاقليم مع تركيا وايران في اطارها الطبيعي كدولتين جارتين.
في غضون ذلك وفي حين اعلن رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني خلال لقائه فيجنتز اميندولة نائب وزير الخارجية الايطالي استعداد اقليم كردستان للبدء بحوار مع بغداد لمناقشة القضايا العالقة، قال رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني إن الكرد عقدوا العزم على اجراء استفتاء الاستقلال بعد تضحيات استمرت سنوات عديدة.
حديث بارزاني جاء خلال لقائه رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف في صوفيا بحسب ما ذكر بيان لرئاسة اقليم كردستان.
وقال بارزاني وفقاً للبيان للرئيس البلغاري إن الكرد قرروا اجراء استفتاء لحسم مصيرهم وذلك بعد تضحيات مستمرة منذ عقود كما بحث الجانبان جملة ملفات لاسيما تلك التي تتصل بالإرهاب، وقال بارزاني إن اقليم كردستان يعد حليفاً لأي دولة تقارع الإرهاب.
وكان المبعوث الاممي إلى العراق يان كوبيش قال في كلمة له ألقاها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن إقليم كردستان يريد إجراء استفتاء على استقلاله في وقت لاحق من العام الحالي.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان قال خلال مراسم افتتاح المؤتمر العلمي لجامعة كردستان، «ان من المفرح جدًا عند تحقيق الاستقلال لكردستان، هو ان الاستقلال سيجمعنا جميعاً لنخطو معاً نحو الاهداف المشتركة، واردف «نحن لا نقول ان الاستقلال سيكون حلاً سحرياً لجميع المشكلات غير انه سيصبح بداية سفر جديد صوب توجه صحيح».
وتابع ان الظرف الراهن مع بغداد على الورق يعطي معنى اكبر بكثير مما هو في الواقع، وان بناء علاقة جيرة جيدة مع بغداد افضل بكثير من الاستمرار في علاقة اشبه ما يكون بعلاقة صاحب الملك والمستأجر، «علاقة لا يرتاح لها الطرفان لا نحن نحبها ولا هم يحبذونها.
بدورهم قال طلبة جامعيون للصباح الجديد ان عملية اجراء الاستفتاء لتحديد مصير اقليم كردستان تحتاج الى تفعيل عمل البرلمان الذي ينبغي ان يكون فاعلاً، اضافة الى ايجاد حلول للازمات العالقة السياسية والاقتصادية في الإقليم.
سيروان صباح وهو طالب في جامعة السليمانية، تساءل خلال حديثه «كيف من الممكن اجراء استفتاء وعلى أي اساس، في وقت يعاني الشعب من جملة من الازمات والمشكلات ولماذا تم اختيار هذا التوقيت وهل هو خيار الاحزاب؟».
وبينما اشار الى ان الاستفتاء لتحقيق الاستقلال خطوة مهمة وايجابية، الا انه تدارك ان عمق الخلافات السياسية والازمات المالية، يعوق دون ذلك «لانه باعتقادي ان الاعلان عن دولة يجب ان يكون في حال امتلاكها لاقتصاد قوي، لكني اعتقد ان الاستفتاء هو خطوة للتغطية على المشكلات و الابتعاد عن اجراء العملية الانتخابية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة