“الله في المنتصف”

صفاء سالم إسكندر

     لم أحتج في حياتي إلى الهدوء مثل هذه اللحظة،

تورطت في أعظم شيء. ضاع كل شيء أيضًا.

  صرت أبحث بشكل دائم عن المرأة التي قرأت ليَّ كفي، فأنا لم أحتج إلى هذا الاطلاع الواسع، لأفهم أن القدر صدفة صادقة جدًا، في تدميرك، وفي نجاحك.

 قارئة الكف، عرفت أني قاتل، القصة حدثت بشكل عفوي، ربما هذا غير مبرر، عندما أقول: بشكل عفوي.

التبرئة، سخيفة، لكنها حقيقية، وتتلاءم مع صدقي، هل كل الأشياء تتلاءم مع الصدق، لتبدو بريئًا، يحتاج ذلك إلى حظ.

يوم أتفقنا نحن المراهقين الثلاثة على حماية مدينتنا أيام الطائفية، دون علم أحد من أهلنا، ولا حتى المنطقة، ذلك ليس بداعي الخوف من تطبيق فكرة الحماية، إنما غير مرغوب بنا، أمسكنا بأحدهم، دون معرفة هويته، حققنا مع الرجل، كما كنا نشاهد مقاطع الفيديو المنتشرة في الموبايلات، ونجمعها مع الأفلام الإباحية لتحقيق رغبتنا في الجنس، والتسلط، أقسم الرجل أنه منا، لكنه لم يصرح بطائفته، حتى مع الضرب الذي بدأ غير محترفًا في البداية، لكنه تتطور بفعل الغضب، عندما ضحكت أنا، شعر أصدقائي، وكأنهم لا شيء أمامي، فيما لو أردت تجريب ذلك، والتحقيق مع هذا الرجل، الضرب المتوالي، أفقده الوعي، وسمحت لنفسي بأن أحرك السيناريو، وضعت قدمي على صدر الرجل، ولا أعرف لماذا لحظتها فكرت في عمره، كان يتهيأ لي أنه في الخمسين من عمره، رفع عينه التي تبدو مغمضة نحوي، شعرت أنه يريد تقبيل قدمي، كي أغفر له، ضربته بقوة، صرخ بشيء يعادل الضربة، خاف أصدقائي من أن يسمعه أحد، ويكشف أمرنا، يشير الرجل بشكل متكرر إلى أنه منا، بينما بقينا في صمت، الصرخة الأخيرة، كانت كل جهد الرجل في الدفاع عن نفسه، تقربت من أذنه، قلت له: لديك فتاة جميلة، سأتقيأ في فرجها.

بصق في وجهي، وضحك، قال: يا غبي، أنا لم أتزوج حتى.

شعرت بالخجل من نفسي، عندما ضحك أصدقائي أيضًا،

رفعت يدي وجعلتها تبدو مسدسًا، ستموت.

قال صديقي: ماذا نفعل الآن؟ لقد جعت، أمي أكملت الغداء الآن.

قال الآخر: أنتَ محق، وأنا أيضًا.

قلت: وهذا الرجل، كيف نذهب، ونتركه، لابد أن نكمل التحقيق معه، لسنا رجالًا أن لم نفعل ذلك.

أقسم الرجل بالله أنه منا، بدا الله في المنتصف، عندما أقسم بذلك. أقتنع أحد أصدقائي أنه منا، وعلينا تركه، صاحب الفكرة، صدق بالرجل، تحجج الآخر، بحجة أخرى، الذهاب إلى الحمام، وغادر بسرعة، ركضت وراءه، حاولت مسكه، ولم أستطع.

   قالت لي قارئة الكف: قتلته، ولك لذة الخوف.

   قلت: لم يبدو لي أنه منا.

   صديقي الآخر، حاول خنق الرجل، كي يذهب إلى غداء أمه، وينهي هذه اللعبة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة