كروان.. وكورونا !

مع مطلع العام الجديد حلت على الصين كارثة فايروس “كورونا” الذي أثار الرعب والهلع والفزع والخوف في الصين وجيرانها وفي دول العالم ، وأجبر الناس على لبس الأقنعة وتطبيق شروط السلامة والوقاية الصحية في جميع المطارات والمرافق العامة، والفرار من المدينة الصناعية “ووهان” التي تحولت بين ليلة وضحاها الى مدينة للموت والفزع والأشباح !
“كورونا” هذا هو الاسم الذي أطلق على هذا الفايروس القاتل وليس هو اسم للسيارة المصنوعة في اليابان ” كرونا أو كراون” التي اشتهرت في العراق في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. في المكسيك يطلق اسم “كورونا” على نوع من الجعة الشهيرة، حادثة الصين أدت الى خلط الأمور مع الفايروس الجديد وتسببت بإثارة الفزع في صفوف المكسيكيين وجعلهم يترددون في شرب الـ”كورونا ” ، أما في كندا فقد اضطرت طائرة ركاب أقلعت من مطار تورونتو متجهة الى جامايكا الى الهبوط الاضطراري بعد ممازحة ثقيلة من احد الركاب ، عندما وقف من مكانه فجأة ليعلن بإنه مصاب بفايروس كورونا !
التقارير الصحية التي تم تداولها أشارت الى أن هذا الفايروس الجديد هو نسخة مستحدثة من عائلة “كورونا” التي تشمل جميع فيروسات نزلات البرد، والالتهاب الرئوي، والسارس.
“كورونا ” في اللغة اللاتينية والاسبانية تعني “التاج”، أما في اللغة الإنكليزية، فإن المصطلح التشريحي “كورونا” يطلق على أجزاء الجسم التي تشبه التاج، كذلك يشير الى الشكل الخارجي من بلازما الشمس.
يُعدّ “كورونا” الذي يأخذ شكل “التاج” عند العرض بالمجهر الإلكتروني من الفايروسات التاجية الشائعة في العديد من أنواع الحيوانات، مثل الإبل والماشية والقطط والخفافيش.
هذا الفايروس قلب الأمور في الصين والدول المجاورة رأساً على عقب وحصد الكثير من الأرواح وأصاب الاقتصاد بمقتل!
تعدّ الصين القوة الاقتصادية الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
عند كل أزمة محلية أو عالمية – مهما كان شكلها أو لونها أو طعمها – نجد ظهور طبقة واسعة من “المتفيقهين” والحشريين والفضوليين.. يملأون مواقع التواصل الاجتماعي باجتهادتهم وتغريداتهم العجيبة والغريبة عن الأزمات، ومنها فايروس “كورونا” والكارثة أن الكثير من هؤلاء المغردين لايفرقون بين الصيني والجنسيات الآسيوية الأخرى من سكان دول شرق وجنوب آسيا (اليابان، الكوريتين، الفلبين).
اتصل بي مدير مكتب إحدى القنوات الفضائية في محافظة ما ، وطلب مساعدته في تسهيل إجراء تحقيق تلفزيوني عن فايروس “كورونا” في موقع عمل تنفذه مجموعة من الشركات الكورية !
استغربت لهذا الطلب وحاولت توضيح الأمر، وقلت له إن هذه الشركات “كورية” وليست “صينية “ولا علاقة لها بهذا الفايروس !
أجابني: أستاذ ماكو فرق.. كلهم يتشابهون ، المهم احنا نريد نطمئن الشعب، بأن الفايروس لم يصل الى محافظتنا !

• ضوء
بين من لا يفرق بين “الكراون” و”الكورونا ” ..ضاعت لحانا !

عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة