في دورته الخمسين…تحديات المناخ أبرز محاور مؤتمر دافوس

بحضور 3000 مشارك والأنظار نحو ترامب

متابعة ـ الصباح الجديد :

أنطلق امس الثلاثاء في سويسرا المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس في دورته الخمسين الذي يناقش عدة محاور أبرزها التحديات المناخية. وعقد المنتدى هذا العام تحت شعار «مساهمون من أجل عالم مستدام ومتماسك». ومن أبرز الحاضرين في هذه الدورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمدافعة عن المناخ الشابة غريتا ثونبيرغ.
وتشارك في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 3000 شخص من القادة والمسؤولين التنفيذيين من نحو 117 بلدا.
ونددت الناشطة السويدية المراهقة غريتا تونبرغ امس الثلاثاء بالتقاعس الدولي في مكافحة التغيّر المناخي أمام كبار قادة قطاع المال والأعمال في العالم قبيل كلمة مرتقبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت يسعى منتدى دافوس السنوي الاستجابة لمخاطر الاحتباس الحراري.
وافتتح المنتدى في العام الخمسين على تأسيسه لإعادة ابتكار دوره والتحول من مجرد ملتقى لكبار العالم واستعراض للعولمة، إلى مركز لطرح اقتراحات حول مستقبل الكوكب، رغم الشكوك المحيطة بإمكانية تحقيق ذلك.
وتستمر أعمال المنتدى حتى يوم الجمعة المقبل، ويحتفل «دافوس» هذا العام بمرور 50 عاما على تأسيسه، ومن المواضيع الرئيسية التي سيبحثها المشاركون كيفية مواجهة الأزمة التي تعصف بالاقتصاد العالمي دون إحداث تأثيرات سلبية على البيئة.
ومثل الوفد الروسي هذا العام وزير التنمية الاقتصادية مكسيم أوريشكين، ويضم مدير عام صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميتريف.
ومن بين المشاركين في القمة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
كما يشارك في القمة رئيس الوزراء النمساوي سيباستيان كورتز، ونظيره الباكستاني عمران خان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وغيرهم من القادة ورؤساء الدول والسياسيين.
وتحولت أنظار المشاركين إلى الكلمة التي القاها الرئيس الأمريكي امس الثلاثاء، وخاصة بعد توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق المرحلة 1، الذي وضع حدا للحرب التجارية المندلعة بين أقوى اقتصادين في العالم منذ سنتين.
ومنتدى «دافوس»، مؤسسة دولية غير حكومية ولا ربحية، اشتهرت بالملتقى السنوي الذي تنظمه في يناير بمدينة دافوس السويسرية، ويجمع نخبة من رجال الأعمال والسياسيين والأكاديميين للتباحث بشأن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وسبل حلها.
ويدفع أقطاب الاقتصاد ما بين 55 و550 ألف يورو ليكونوا أعضاء أو شركاء للمنتدى، ما يمنحهم الحق في الحضور إلى دافوس، ما لم يتلقون دعوة خاصة من المنظمين.
ويسعى منظمو «المنتدى الاقتصادي العالمي» لمحو صورة «منتدى للأثرياء» الملازمة لهذا الحدث الذي يجمع في شهر كانون الثاني من كل عام أصحاب المال والسلطة في منتجع تزلج في شرق سويسرا.
هذا وتمت دعوة ناشطين شباب مثل غريتا تونبرغ وأحد مؤسسي حركة «أوكيوباي وول ستريت» (احتلال وول ستريت) ميكا وايت.
وبعد انقضاء نصف قرن على أول «ندوة أوروبية للإدارة» نظمها الخبير الاقتصادي الألماني كلاوس شفاب، ارتفع عدد سكان العالم من 3,7 إلى 7,7 مليار نسمة، يستخدم أكثر من نصفهم الإنترنت.
كما أن حرارة الأرض ترتفع، وحصة الصين في إجمالي الناتج القومي العالمي ازدادت بما لا يقل عن خمس مرات، والحرب الباردة انتهت بدون أن يبرز نظام عالمي جديد. ولخص المؤرخ بيار غروسر الوضع بالقول «اعتبارا من 1989، صرنا عاجزين عن توصيف عالم المستقبل».
وباتت «الندوة» الدولية «أشبه بمواعدة سريعة» بين مسؤولين سياسيين واقتصاديين، بحسب ما أوضح المفوض الأوروبي السابق الفرنسي بيار موسكوفيسي.

أرباب عمل وأمراء ورؤساء
ويستقبل كلاوس شفاب (81 عاما) الأسبوع المقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورؤساء شركات كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل وتوتال وبلاك روك.
ومرّت على دافوس شخصيات مثل نيلسون مانديلا وشيمون بيريز وياسر عرفات وبيل كلينتون وغيرهم من رؤساء وأمراء ورجال دين كبار، فضلا عن نجوم مثل شارون ستون التي جمعت عام 2005 حوالى مليون دولار في بضع دقائق من أجل قضية إنسانية.
لكن الملتقى يبقى ذكوريا بشكل طاغ رغم مشاركة نساء مثل رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، و»رجل دافوس» النموذجي يبقى صاحب شركة كبرى يُسقط الرسميات لبضعة أيام ليناقش بين موعدين هامين، مواضيع مثل «الاستدامة» و»التمكين» وغيرها من المفاهيم الإيجابية والمبهمة التي تلقى أصداء إيجابية في دافوس.

كارلوس غصن «رجل دافوس» بامتياز
كان كارلوس غصن، رجل الأعمال الحامل ثلاث جوازات سفر والناطق بعدة لغات الذي كان يجوب العالم في طائرته الخاصة، مواظبا على حضور منتدى دافوس، حتى توقيفه في اليابان ثم فراره من هذا البلد إلى لبنان للإفلات من محاكمته بتهم مخالفات مالية.
صحيح أنه لا يمكن اعتبار سقوط الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان نذير شؤم لهذا الحدث العالمي، لكن الحقيقة أن مسألة جدوى المؤتمر تُطرح كل سنة.
ودعا الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة «بيمكو» العالمية للاستثمار إلى «إعادة صوغ مفهوم» دافوس حتى لا يعود كبار العالم يشاركون فيه لمجرّد «الظهور في الأضواء» بل لمناقشة مواضيع جوهرية. وقام كلاوس شفاب الذي يقر جميع المواظبين على المنتدى بامتلاكه شبكة علاقات واسعة وقدرة هائلة على استخدامها، منذ بضع سنوات بإدراج المناخ والتباين الاجتماعي على جدول أعمال دافوس، داعيا إلى المنتدى ناشطين ومنظمات غير حكومية، في مسعى «صادق» لجعل النقاشات أكثر ثراء، بحسب ما أوضح موسكوفيسي.
وفيما يخيم الغموض حول خلافته، يعمل شفاب على جعل منتداه مركز خبرات لا يمكن الاستغناء عنه، وباشر توسيعه لتأسيس منتديات مماثلة له في قارات أخرى.
غير أن الشعار الرسمي لمنتدى دافوس المنادي بـ»تحسين العالم» ما زال يلقى تنديدا بين رواد حركة العولمة البديلة الذين أسسوا في بورتو أليغري عام 2001 «منتدى دافوس مضادا» هو المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يسجل منذ ذلك الحين تراجعا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة