«حاصدتي صلعاء وآلامي غابة» جديد باقر صاحب

عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد، صدر ديوان» حاصدتي صلعاء وآلامي غابة» للشاعر باقر صاحب. يقع الديون في 135 صفحة من القطع المتوسط، ويضم الديوان مجموعة من القصائد التي تنوعت ثيماتها وعتباتها، لتكشف بمجموعها عن نسق شعري واحد. ابتداءً من العنوان، الذي يحيلنا إلى ما بعده. العنوان الذي يشي بالعجز والطاقة غير القادرة على مواجهة الآلام التي مثّلها الشاعر بالــ « الغابة» والحاصدة، التي تحيلنا الى تلك الآلة التي تجني المحصول» القمح» الذي يمثل ذروة الخصب والنماء، النفسي والجسدي. لكن تلك الآلة على موعد مع غابة وليس مع القمح، فعلى الحاصدة أن تحصد آلاما وليس أملا، لكنها رغم ذلك عاجزة عن فعل شيء، فهي صلعاء، مقفرة. بعد العتبة الأولى، للمجموعة، نجد العتبة الثانية وهي نص مستل من رواية «يا مريم» لسنان أنطوان: هزّي جذع هذه اللحظة/ تسّاقط عليك موتا سخيا. ثم تأتي القصيدة الأولى من المجموعة» تقويم شخصي» لترسخ الفكرة التي وضعنا فيها العنوان:
عامٌ يموت
عدّ تنازلي
يسجر تنوره لالتهامي
شمسٌ تتصلب في سرير اليأس
ترتجف من سفالة طيور الظلام
مدينتي تموت
هواؤها جريحٌ وأرضها قتيلة
حبيبتي ترعى القيود
حين تؤوب في المساء
تنام مع قصيدتي شغفا بالحرية
ثيمة الموت، التي يستحضرها الشاعر هنا، والتي جعل منها تقويما شخصيا له، لا تنصرف إليه فقط، بل إلى المدينة أيضا: مدينتي تموت/ هواؤها جريح وأرضها قتيلة.. أن تموت المدينة، يعني ألا هواء فيها، والأرض قتيلة، قتلها جرح الهواء. ثم ينصرف الى الحبيبة التي ترعى القيود، رغم أنها تنام مع القصيدة التي قد تمنحها حريتها يوما. وضمنت المجموعة، العديد من القصائد، منها: تعريفات، تثوير، دكة الانتظار، تلك حياتي.. وباقر صاحب، شاعر ولد في السماوة، عام 1963، صدر له: جياد لن تصل.. بغداد 1997 و طيور يومية، مكتب غيوم للنشر ، بغداد 1999 و ترنيمة سواد عن الدار العربية للعلوم ناشرون/ بيروت 2013 وخزانة النسيان عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة