فرحة عراقية عند مرافيء الخليج

لم يكن اكثر المتابعين تفاؤلا يتوقع ان يفوز منتخبنا الوطني على نظيره القطري في المباراة التي أقيمت بينهما مساء اول امس باستاد خليفة الدولي في افتتاح بطولة خليجي 24 المقامة حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة.
هذه القناعة كانت تستند الى واقع الفريقين الذي يعطي الافضلية لمنتخب العنابي مستضيف البطولة ويلعب بكامل العدد والاعداد والاستعداد وهو يضع صورة كأس آسيا التي احرزها بداية العام الجاري على صدور لاعبيه، بالمقابل جاءت مباراة اول امس ومنتخبنا في حال لايحسد عليه بسبب غياب ابرز عناصره من اللاعبين المحترفين في الخارج الذين تعذر التحاقهم بالمنتخب كهمام طارق في نادي الاسماعيلي المصري وبشار رسن لاعب نادي بيرسبوليس الايراني بالاضافة للاعبي نادي الشرطة الذين نازلو فريق نواذيبو الموريتاني قبل يوم من مباراة قطر وامطروه بخمسة اهداف نظيفة في طريقهم لربع نهائي بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال.
وبناءا على هذه المعطيات قرر مدرب منتخبنا السلوفيني كاتانيتش ركوب موجة المغامرة والاستعانة بالشباب فلعب بتشكيلة ضمت خمسة لاعبين من التشكيلة الاساسية هم الحارس جلال حسن واحمد ابراهيم وعلي عدنان وابراهيم بايش ومهند علي (ميمي) وسبعة اسماء جديدة منهم من يلعب للمرة الاولى بقميص الوطني هم ميثم جبار ومصطفى محمد ومحمد قاسم ومحمد رضا وحسن محمود وشريف عبد الكاظم، هل كانت مغامرة لكاتانيتش فعلا!!.
حاول المنتخب القطري الاستفادة من وضعية منتخبنا وضغط منذ الدقيقة الاولى للمباراة ليسيطر على ايقاع اللعب واضاع لاعبوه ثلاثة فرص في ثمان دقائق، لكن الحال انقلب بعد ذلك ليمسك شبابنا بزمام المباراة ويبدأ الزحف نحو مرمى سعد الشيب حارس قطربعد ان امتص لاعبونا فورة الخصم بانظباط تكتيكي مع تأمين الدفاع وتألق الحارس جلال حسن وتماسك خط الوسط الذي تحرك فيه ابراهيم بايش بشكل ملفت حتى الدقيقة 18 عندما انبرى شبلنا الصغير محمد قاسم ليضع اسمه في سفر تاريخ بطولة الخليج بكرة طويلة غالطت الدفاع والحارس القطري وعانقت الشباك، ولان الثقة تزهر ابداعا فقد عاد هذا اللاعب وسجل هدفا على طريقة الكبار في الدقيقة 27 بكرة صاروخية ليعزز صدمة المنتخب القطري ومدربه الاسباني فليكس سانشيز، في الشوط الثاني ورغم تقليص النتيجة بهدف عبد العزيز حاتم عند الدقيقة 49 واصل لاعبونا تألقهم والتحكم بايقاع المباراة مع تعزيز خطوط منتخبنا باشراك اللاعبين الاساسيين سعد ناطق وامجد عطوان ليحصد منتخبنا ثلاث نقاط ثمينة تعزز مسيرته في البطولة التي تعتبر بمثابة كأس العالم لدول الخليج العربي من حيث الاهمية .
خلاصة القول ان كاتانيتش نجح في مغامرته التي اضطر لخوضها كما نجحت خطة لعبه بالاعتماد على مهاجم واحد هو ميمي الذي كان بحاجة للتسجيل في قطر تحديدا والذي مازال بحاجة للاعب يوصل الكرة له بشكل سليم، ولانأتي بجديد عند التأكيد بان كرتنا العراقية ولادة بالمواهب وان بناء المنتخبات الوطنية يعتمد على البحث والاستكشاف والتبني لهذه المواهب.
كما ان هذا الفوز الكبير اثلج صدورنا جميعا ونثر الفرح في ارجاء وطننا العزيز الذي باتت كرة القدم العراقية بلسما لهمومه وتجسدت الفرحة في ساحات التظاهر عندما احتشدت الجموع الغفيرة فيها لمشاهدة المباراة، وبانتظار تواصل الفرح في لقائي منتخبنا امام الامارات واليمن يومي غدا الجمعة والاثنين المقبل ضمن مباريات المجموعة الاولى لهذه البطولة.

سمير خليل

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة