نوافذ الياسمين

مؤيد نجرس

لا تطرق الوقتَ الذي لَنْ يَنتهي ..
إلاَّ بنافذةِ المصيرْ
الآن ..
لا وقتَ
لكي نَستنشقَ الفجرَ المُؤدي للعَبيرْ ..
الآنْ ..
لا أيدٍ
ترتّقُ جرحَنا خيطاً حريرْ..
……….
مرَ القطارْ ..
و لَرُبّما في القلبِ مازالَ انتظارْ..
للعابرينَ بدونِ تَرخيصٍ

مَحطةَ موتِنا المتراميّ الأطرافِ ….
في وَضَحِ النَهارْ
للحاملينَ الصوتَ أُغنيةً
ولَحناً شاحباً،
أو مُستعارْ ..
ما زالَ غُصنٌ في ملامحه انتظارْ
يَبدو نَدياً ..
مثلَ أحلامِ الصغارْ .
………….
الحربُ تَعتَصرُ الوجوهَ ..
وذكرياتُ أَحبّتي
حلمٌ
على وجهِ الصباحْ ..

إذْ
تَستبيحُ الدفءَ، والأمسَ المُغني
فوقَ أجنحةِ الرياحْ
لاشيءَ
بعدَ الآنَ ..
كلُ حدائقي ..
قلقٌ مُباحْ
نَبتَتْ على شَفَتيَّ
مُذْ أعوامِها الصَفراء
أوتارُ الجراحْ .
……….
أوَ كُلّما
قُـُـرِعَتْ طبولُ الحُبِ
راوَدني السؤالْ ..؟
عَمَّنْ سَيَبحثُ في حَصى الأحلامِ
عَنْ زَيتونةٍ ..؟
أو مَنْ سيُطفئُ جوعَ أشواق السِلالْ ..؟
في القَلبِ ..
مُتسعٌ لألفِ حكايةٍ
عَما يُخبئُ
في حَناياه
اشتعالُ البرتقالْ
….
أنا لا أُشكِّك
باحمرار الأقحوانْ ..
أحتاجُ
توبةَ عابدٍ
فَقَدَ التوازنَ حينما عبدَ الدُخانْ ..
واضطَرَّ يَحشو الأمنياتِ،
بما يَراهُ مناسباً
ومُعبئاً
كلَ الغُيوم
بما تجودُالذكرياتْ ..
مَنَحَ الشتاءَ برودةَ الأعصابِ ..،
رَمَّمَ جُرحَهُ ..
حتى إذا قرَعَ المساءُ نوافذاً
خَدَشَتْ أكُفُ الريحِ…
إحساسَ الزُجاجْ …
وهناكَ … هَدأَ رَوعَهُ
كي لا تُضايقهُ ارتباكاتُ الفصولْ ..
فتَجفُ
أغنيةُ الحقولْ ..
…………..
و الآنْ
يُمطرُني احتلالُ الياسمينْ ..
شوقاً ،
كما بالأمسِ
أسْطحُ حَيّنا نَضجَتْ حَنينْ
الآن ..
يأسرُني مزيجُ الشوقِ مُنفعلاً
على قصَصِ النهارْ ..
للعابثينَ بنخلةِالبيتِ
التي
أكلتْ حِجارَ الصبيةِ المتآمرين
على الثمارْ …
فيقضُّ مَضجَعَنا الحِجارْ …
الآنْ ..
يُسكرُني نبيذُ الانكسارْ ..
للتينْ
للزيتونْ
للنهر الذي تَنمو على جُرفيهِ
أُغنيةُ الحنينْ …
للحُبِ ..
للآتين من غَبشٍ وطينْ ..
كلُ النوافذِ غُلّفَتْ بالخوفِ مِنْ طيشِ الرصاصِ …
وظل شارعُنا يُعَبِّدُهُ
ابتهالِ العاشقينْ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة