اضراب عام في سوق طهران الكبير وأكثر من 75 مدينة إيرانية تجتاحها الاحتجاجات

كان السبب الرئيس في سقوط الشاه رضا بهلوي سنة 1979

الصباح الجديد – القسم السياسي:
طالت التظاهرات الحاشدة، التي انطلقت الجمعة الماضية في ايران جراء زيادة أسعار الوقود، سوق طهران الكبير بعد ان اعلن الاضراب فيه امس الأحد في تطور خطير يعني ان النظام الإيراني سيواجه مشكلة مستعصية، سيما وان القادة في النظام يعرفون اكثر من غيرهم، ان شرارة ثورة سنة 1979، انطلقت من هذا السوق وأدت الى الإطاحة بحكم الشاه رضا بهلوي، ووصول النظام الحالي الى السلطة.
اكثر من هذا، أغلق أصحاب المتاجر في مجمع ”أمين“ التجاري متاجرهم تضامنا مع المنتفضين، الأمر الذي يرجح ان يؤدي الى تزايد سخط المحتجين جراء الشحة المحتملة في المواد الغذائية الأساسية، كما حدث في 1979.
جاء هذا بعد وقت قصير من اعلان المرشد علي خامنئي تأييده لتقنين البنزين والقرار الذي اشعل الاحتجاجات، وبعد ان صادق مجلس الامن القومي الإيراني على قانون تقنين البنزين.
وعن تأييده للقرار، قال خامنئي امس الأحد في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي “لست خبيرا وهناك آراء مختلفة، لكنني قلت إنه إذا ما اتخذ قادة الفروع الثلاثة قرارا، فإنني أؤيده”.
وقال خامنئي “اتخذ رؤساء الفروع الثلاثة قرارا استنادا إلى رأي خبراء، وينبغي بطبيعة الحال تنفيذه”.
وتابع “البعض سيستاء حتما من هذا القرار … لكن إلحاق الأضرار وإشعال النار (بالممتلكات) ليس أمرا يقوم به الناس (العاديون)، إنهم مشاغبون”.
وقال خامنئي إن بعض الجهات المعارضة للنظام الحالي في إيران “تهلل” منذ يومين، في إشارة إلى عائلة بهلوي التي طردتها الثورة الإسلامية من السلطة عام 1979، وكذلك حركة “مجاهدي خلق” المعارضة في المنفى التي تعتبرها إيران منظمة “إرهابية”.

خامنئي لم ينس أيضا التهديد باللجوء الى القوة لفض التظاهرات، وقبله كان الرئيس الإيراني حسن روحاني صرح في كلمة غاضبة ان “ايران ليست العراق او لبنان لكي تسيرها وسائل الاعلام” في تهديد واضح بالاتجاه الى العنف.
وبالفعل اختارت السلطات الإيرانية، نهج القمع في التعامل مع الاحتجاجات التي اندلعت في عشرات المدن ضد رفع أسعار البنزين، أمس السبت، وقوبل المتظاهرون بعنف كبير من رجال الشرطة وعناصر الحرس الثوري وقوات “الباسيج”.
وأدت عملية القمع، التي أطلقتها السلطات الإيرانية، إلى سقوط اكثر من 25 قتيلا خلال يومين، وإصابة عدة أشخاص، فيما قام المتظاهرون بحرق صورة المرشد الإيراني، ومهاجمة مبان حكومية ومحطات التزود بالوقود.
وأوردت وسائل اعلام عالمية، ان اكثر من 100 مصرف في ايران تعرضت الى النهب والحرق، الذي تعرضت له مبان اخرى.
ففي رباط كريم جنوبي طهران، أضرم المواطنون النار في محطة ”قائم“ للوقود، وفي ”طهران بارس“ أضرم الشبان النار في بنك حكومي في ساحة ”بروين“.
وفي مدينة كرج، تم إشعال النار في مركز لشرطة المرور وجميع السيارات فيها بالإضافة إلى 15 مصرفا حكوميا، وفي ”عظمية“ في كرج، أطفأ سائقو المركبات سياراتهم في الشوارع وهم يهتفون “الضغط قد كسر ظهرنا ونحن نحطم هذا الضغط”، و”كفى أيها الإيراني، قم يا صاحب النخوة” و”اخجل يا روحاني، واترك جيوبنا” كما أحرق المواطنون محطة ”طالقاني“ للوقود.
وفي بلدة قدس بطهران، تم إضرام النار في عدة مصارف ومبنى حكومي وسط حالة الهلع والخوف التي انتابت قوات الأمن.
وفي سلطان آباد، أحرق المحتجون الغاضبون مبنى البلدية ومصرفا حكوميا وأغلقوا طريق ”ساوه- سلطان آباد“.
وفي مدينة ”ملارد“ أضرم المحتجون النار في ”بنك ملت“ في شارع كاشاني، كما أشعلوا مخفر ”كل دشت“ في شيراز وأغلقوا الطريق السريع بالمدينة.
ودخلت المظاهرات في إيران، أمس الأحد، يومها الثالث، احتجاجا على رفع أسعار البنزين بنسبة 300%، وامتدت إلى 65 مدينة في 25 محافظة بجميع أنحاء البلاد.
وشهدت الاحتجاجات العارمة التي وصفتها المعارضة الإيرانية بأنها “انتفاضة شعب” مساء أمس السبت، مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن التي حاولت تفريقهم.
وبحسب موقع المعارضة الإيرانية فإن السلطات قمعت الاحتجاجات بواسطة قوى الأمن الداخلي وقوات الحرس والباسيج والمخابرات والأمنيين المتنكرين بالزي المدني.
وأسفرت المواجهات عن مقتل نحو 10 محتجين وإصابة العشرات بجروح، فضلا عن حرق ما وصفتها المعارضة بـ”مراكز القمع والنهب بما في ذلك قواعد الباسيج والمصارف الحكومية”.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر إشعال النار في صور كبيرة للخميني وخامنئي ونصب كبير لخاتم خميني في ”شهريار“ جنوب غربي طهران.
وفي المقابل نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس الأحد، عن المرشد علي خامنئي قوله إنه يجب تطبيق زيادة سعر البنزين وأنحى باللوم في “أعمال التخريب” على الثورة المضادة والأعداء وليس الشعب الإيراني.
وفي مدينة سنندج غربي إيران تظاهر المواطنون وهم يرددون ”لا تخافوا نحن كلنا معًا“.
واحتشد متظاهرون بأعداد كبيرة في مدينة تبريز وسط الطريق السريع واشتبكوا مع قوى الأمن الداخل.
وأغلق المحتجون مفترق طريق ”بندر ريك“ في محافظة ”بوشهر“ جنوبي إيران.
وفي مدينة جابهار، أغلق مئات من الإيرانيين الشوارع وأحرقوا إطارات، مرددين هتافات ضد الحكومة، فيما هاجمت قوات الأمن المحتجين وضبطوا الهواتف المحمولة في محاولة منهم لمنعهم من التصوير والتقاط الصور من مشاهد الاحتجاجات الميدانية.
وطالب المحتجون الغاضبون بتحسين أحوالهم المعيشية، كما استنكروا إنفاق النظام لعائدات البلاد على قوات “الباسيج” وفيلق القدس، لكن السلطات الإيرانية لجأت إلى الإنكار وقطع شبكة الإنترنت للحد من التغطية الإعلامية للاحتجاجات.
ووجهت مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية، تحياتها للمنتفضين في مختلف المدن الإيرانية ودعتهم إلى استمرار الاحتجاجات.
وقالت إن استمرار هذا النظام في السلطة يعني مواصلة سرقة ثروات الشعب الإيراني ونهب أمواله وابتزازه وإنفاق الأموال في تأجيج الحروب وتصدير الإرهاب وبرامج النظام النووية والصاروخية.
كما ناشدت السيدة رجوي المجتمع الدولي إدانة السياسات القمعية التي ينتهجها نظام الملالي وطالبت بدعم الطلب العادل للشعب الإيراني لإسقاط النظام.
جدير بالذكر ان المعارضة الإيرانية اكدت امس أن الاحتجاجات تتواصل في العشرات من المدن.
ونقل الموقع الإلكتروني لمنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة أن الاحتجاجات تتواصل في أكثر من 75 مدينة إيرانية، وأن المحتجين دمروا كثيراً من المقار الأمنية والحكومية.
كما أفادت ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير، صباح امس.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة