تجدد الخلاف بين بغداد وأربيل بشأن الديون والنفط

المركز يطالب بايرادات «سومو» والمنافذ الحدودية

بغداد ـ الصباح الجديد:

كما توقعت واروردت الصباح الجديد في صفحتها الثانية، لعدد يوم امس الثلاثاءن أثارت ملفات الديون وعائدات نفط إقليم كردستان الخلاف مجدداً مع بغداد، إذ اصطدمت مطالباتها باستيفاء ديون لها لدى حكومة بغداد، بفتح ملفات مسكوت عنها.
وحسب مسؤول في الحكومة العراقية، فإن «المباحثات التي جرت خلال الفترة الأخيرة بين الطرفين تركزت بشأن النفط والمناطق المتنازع عليها»، مبينا أن «الجانب الكردي يريد أن يبقي عائدات نفطه ولا يسلمها إلى بغداد، وأن تبقى لدى حكومة الإقليم كضمانات لها، حتى تنفذ بغداد أي اتفاق قد يبرم بينهما».
وأكد المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «حكومة الإقليم لا تثق بحكومة بغداد، وبالرغم من التقارب بين الجانبين في كثير من الملفات، إلا أنها (حكومة الإقليم) لا تريد أن توقع أي عقد إلا بالحصول على ضمانات لتنفيذ الاتفاق وتسليم الإقليم حصته كاملة من موازنة العام المقبل»، مشيرا إلى أن «شرط الإقليم لم يلق قبولا لدى حكومة بغداد، التي ترفض أساسا مبدأ الشروط بتنفيذ الاتفاقيات».
يأتي ذلك في وقت من المنتظر فيه أن يصل وفد كردي رفيع إلى بغداد اليوم الثلاثاء، لبحث حصة الإقليم من موازنة العام المقبل.
وفي مؤتمر صحافي، عقده المتحدث باسم حكومة الإقليم جوتيار عادل، عقب اجتماع لحكومته لبحث الملفات الاقتصادية العالقة مع بغداد، قال إن «حكومة كردستان تسعى إلى الاتفاق مع بغداد بشأن حصة الإقليم في موازنة العام المقبل، فضلا عن حل المشاكل العالقة بين الطرفين»، مضيفا أن «المباحثات ستشهد أيضا الحديث عن ديون بذمة الحكومة الاتحادية لأربيل تصل إلى 80 مليار دولار، وهي مبالغ مستحقة للشعب الكردي».
في مقابل ذلك تؤكد الأطراف السياسية في بغداد أن مستحقات بغداد على الإقليم أكبر من ديونها له، متوعدة بتوزيع حصص المحافظات العراقية والإقليم في موازنة العام المقبل وفقا للنسب السكانية.
وكان أكد النائب يوسف الكلابي في حديثه لـ»العربي الجديد» أن «هناك عدم مساواة بين محافظات الشعب العراقي كاملاً، فالإقليم هو إدارة على وفق الدستور وليس ميزة تمنح له على حساب المحافظات الأخرى»، مبينا «ستكون هناك رقابة حقيقية على موازنة 2020 من أجل الخروج بموازنة عادلة تمنح الشعب العراقي كله العدالة والمساواة».
وأشار إلى أن «محافظات الإقليم الثلاث تزيد نسبتها السكانية على الموصل بـ250%، وعلى وفق التعداد السكاني يجب أن توزع الثروات حسب نسبة السكان».
وكان الكلابي قد عقد مؤتمرا صحافيا أول من امس، ردا على المتحدث باسم حكومة الإقليم قال فيه إن «الإقليم استولى على نفط في الفترة ما بين حزيران 2014 وأيلول 2017 تقدر قيمته بـ 25 تريليون دينار عراقي (الدولار = 1200 دينار)».
وأضاف: «كما سيطر الإقليم على عائدات المنافذ الحدودية التي قدرتها هيئة المنافذ ما بين 8 و10 تريليونات دينار سنويا، عدا أموال الضرائب والرسوم»، مبينا أن «الإقليم يمتنع عن تدقيق الحسابات، مما دفع ديوان الرقابة المالية إلى رفع دعوى قضائية ضده».
من جهته، قال النائب حسن فدعم، عن تيار الحكمة المعارض، إن «مشكلتنا ليست فقط بوجود النفط داخل الإقليم، بل حتى في النفط خارج الإقليم، يسرق من العراق ويذهب لجيوب الأحزاب الكردية الفاسدة، بينما لو أنه يذهب للشعب الكردي لا مشكلة في ذلك».
وأضاف فدعم: «سنأخذ دورنا في البرلمان، وسنستقطع من موازنة 2020 كل الأموال التي استحوذ عليها الإقليم بشكل غير شرعي، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الإقليم، وستوزع ثروة العراق على الشعب العراقي بشكل عادل».
بدوره قال عضو البرلمان سلام الشمري: «لن نسمح بتكرار ما ارتكب سابقا من أخطاء بحق أبناء الشعب العراقي في الموازنات السابقة، ويجب أن توزع الثروات بالموازنة المقبلة بشكل عادل على أبناء الشعب العراقي»، مشددا على أن «محافظاتنا التي دمرها داعش وأيضا المحافظات البائسة كالبصرة وبابل وغيرهما هي أولى بهذه الأموال من كردستان».
ويخشى الأكراد من عدم حصولهم على النسبة المطلوبة من موازنة العام المقبل، مطالبين بضمانات من بغداد.
تجدر الإشارة الى ان الصباح الجديد نشرت تقريرا مفصلا تحت عنوان « عضو كردي في البرلمان: حكومة الإقليم لن تسلم النفط الى بغداد وينتظرنا مأزق جديد « ، تضمن مخاوف سياسيين اكراد اوردوا لمراسل الجريدة ان المباحثات ستكون صعبة لن وفد حكومة الإقليم يعتزم طرح شروط تعجيزية واكدوا ان الغاية تتمثل في عدم تسلسيم الحكومة الاتحادية الحصة المتفق عليها مع حكومة إقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة