صرح ذات مرة، صموئيل بتلر، وهو يصف القصة القصيرة جدا، أنها (تقول الكثير في القليل من الكلمات)، ويمكنني من هذه الرؤيا الدخول الى عوالم القصاصين الشباب وهم يختزلون الكثير من التفاصيل لأنجاز قصصهم القصيرة جدا، وكذلك الأمر في منجزهم في تدوين ما يريدون أشاعته كتجريب في هذا العالم الجميل، الذي قد يتسع الى رؤيا متكاملة في تكوين وجودها كعمل قصصي كبير، أو مسرحية بتكامل فصولها، وربما تتكثف وتمتزج فيها الحكايا المدافة بشفافية المفردة وبوعي يجد له أو لها علاقة سريعة مع المتلقي.
وكما قال الناقد علوان السلمان « اقتناص اللحظة مع اعتماد المزاوجة بين الحلم واليقظة لبناء تشكيل مشهدي، يعتمد الاختزال في الامتداد الزمني وتحويل مجال السرد من الصورية إلى الحسية المشحونة بالإيحاء بدلا من الوصفية والتقريرية المملة «. فالقص يسجل لحظته وتتمحور اشتغالاته على الراهن اليومي الصادم في مفترقات درب نجد أنفسنا قبالته فجأة، ولذا نعتمد التكثيف الدال بلغة تعبيرية من شأنها تفعيل مفردات القص بما يمنحه فرصة الوجود كصورة قصصية تتضمن واقعا ومفتتحا ربما يكون له التأثير السردي الجديد والمغاير .
ومن خلال متابعتي للصفحات الثقافية التي تعج بها قصص الشباب، أجد تمثل محاولات لبلوغ التكامل القصصي، وهي فرصة يمنحها لهم محرر الصفحة إيمانا منه بنضوج التجربة القصصية لهؤلاء الشباب، مع ملاحظات الدعم بالقراءة نصحا وتوجيها، وهذا ايضا نتعرف عليه من خلال القراءات وهي تقترب من منصة الأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، لنصفق لنجاح التجربة في القص العراقي للشباب، وهو يحدد أدواته المعرفية بجدية العارف بمهام مستقبله، بعد تجارب قاسية جاءت بعد العام 2003 ، وكنا نتوجس منه طمس المعارف الجديدة لحلم القص في مشهد الوعي، لكن الواقع يقول ان السرد العراقي تربع على عرش الادب بدليل مشاركاته التي يشيد بها العرب والعالم عبر جوائز في مهرجانات عالمية.
في القص العراقي
التعليقات مغلقة