معرض بغداد للكتاب رسالة حياة

منذ الخميس الماضي، والعراقيون بكل أطيافهم وتوجهاتهم وميولهم، يزدحمون على بوابة معرض بغداد الدولي للكتاب، عوائل وشباب وصبايا، وكل المهتمين بالشأن الثقافي العراقي والعربي والعالمي، اضافة الى عدد كبير من الادباء والمثقفين العراقيين والعرب، مهرجان للثقافة العراقية، وأكثر من احتفال بالكتاب داخل أروقة المعرض، الذي افتتح تحت شعار « كتاب واحد أكثر من حياة «، بمشاركة العديد من الدول العربية والاجنبية ممثلة بأكثر من ستمئة وخمسين دار للنشر اصالة ووكالة ومؤسسات بحثيـة«.
كان ومازال المثقف في كل العالم حاضرا ليبث الحياة للمتلقي أينما كان، في الوقت الذي يواصل السياسيون تحركاتهم لبث الفرقة حتى داخل البلد الواحد!! فعلى مدار عقود كان السياسي بالضد من المثقف مهما كان توجهه، وكأن الثقافة تشكل خطرا على وجود السياسي وبقائه على كرسي السلطة!! والتاريخ يشهد مئات الضحايا ان لم نقل الاف من الادباء والمثقفين الذين واجهوا عقوبات يندى لها جبين البشرية لمجرد انهم كانوا ساعين للتغيير، وللتجديد، لتوعية الشعب بدورهم واحلامهم، وكم من المؤتمرات عقدت، وكم من الندوات أقيمت من قبل السياسيين هدفها الوحيد كان الدعاية لهم ولنشاطاتهم الشكلية الباحثة عن البقاء في السلطة وليس البحث عن البناء وتأكيد الجمال في نعم الله والحياة.
مهرجان بغداد الدولي للكتاب من الفعاليات الثقافية الكبرى على المستوى المحلي والإقليمي، لما يتضمنه سنويا من نشاطات أدبية وثقافية، ندوات ثقافية تعقد بشكل يومي بين الساعة الرابعة والثامنة مساء، فضلا عن ندوات اخرى تعقد ظهيرة أيام المعرض تتعلق بالمجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية»، وعرض لآخر الإصدارات، احتفاءً بعدد من الكتاب، إذ تبدأ الفعاليات من ساعات الصباح الاولى وتستمر للمساء، تتخللها لقاءات بين الادباء العراقيين والعرب، ربما لم تسنح الفرصة للقائهم منذ زمن بعيد، فكانت فرصة لتبادل وجهات النظر حول الأوضاع الخاصة ببلدانهم، مع تبادل الأفكار، وهي أيضا فرصة للأدباء ودور النشر لصياغة مشاريع جديدة خاصة بطبع ما تجود به أقلام المبدعين.
من بين ما ضمه المعرض لهذا العام والذي ميزه عن الدورات السابقة، أعمال الفنان التشكيلي العراقي ستار نعمة، فكانت عبارة عن مجسمات لرجال صنعها من أوراق الصحف والكتب، متوجا الرأس بمرآة تعكس اشكال الحضور وكل من يمر منها معرض الكتاب، توسطت باحة المعرض، فكان بحق كرنفالا واحتفالا بالحياة والكتاب.
حذام يوسف طاهر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة