حذام يوسف الطاهر
ازدحمت باحة اتحاد الادباء، بالكتاب والمثقفين في جلسة تأبينية للراحل الشاعر عريان السيد خلف، وحديث عن تجربته الأدبية المائزة، والمؤثرة بالمجتمع العراقي عموما.
أدار الجلسة الدكتور أحمد الزبيدي:» الشاعر هو الذي لا ينظر الى المرآة بعين الرضا، وكل ما حوله يتوجسه لا يقنعه، ولا ينظر الى وطن بلا حرية، ولا ينظر الى طفل بلا حقيبة مدرسية».
الشاعر الحقيقي لا فاتحة لقصائده المكسوة بحب الشعب، وأوجاع الفقراء والكادحين وأغنيات الأمهات المفجوعات بمعاني الفقد، هكذا ننظر الى الكبير الحاضر بيننا عريان السيد خلف الذي نحتفي به تحت عنوان (عريان شمسٌ في ليل العراق الطويل) تحت ظلال الجواهري.
بدأت الجلسة بكلمة للروائي نعيم ال خلف عن عائلة الشاعر عريان السيد خلف:» لي الشرف ان اجلس في اتحاد الجواهري لأحاول التحدث امام أساتذتي عن سيد الشعر عريان السيد خلف الذي يصعب الحديث عنه وعن بيت أنجب قامة سامقة مثله، قليل بحق عريان ان تكون هنالك كلمة عائلة مثل الآخرين، هذا الرجل الذي عاش ومات مفخرةً لأسرته وعشيرته وأصدقاءه وكل من عرفه، والذي تفتخر مدن عراقية كثيرة انه منها كقلعة سكر والشطرة وسوق الشيوخ والكوت والديوانية وبغداد؛ ليصبح كالنهر الذي يُعد جزءً من كل مدينة يمر بها بينما هو في الحقيقة منها كلها، إنه عريان العراق (گرايب الشعب) فالشعب العراقي كله أسرة له وذلك من خلال ردود الأفعال العفوية المدهشة إبان وفاته التي لم تحصل لأحد من قبله وربما لن تحصل لأحد من بعده، وما أدهشني البارحة عندما عرفت مصادفة ان مجموعة من الشباب الصغار في الناصرية جمعوا مصروفهم اليومي لتوزيع مواد غذائية ومدافئ وملابس بثواب عريان! فهنيئاً له هذ الحب وهنيئاً لنا به».
وتحدث الناقد الناقد فاضل ثامر بهذه الجلسة قائلا:» من هذه النافذة التي أحيي فيها رمز من رمزنا الثقافية، وأقول، لقد تركتنا في لحظة دقيقة نحن أحوج ما نكون فيها اليك، وأنك أستطعت ان توحدنا في حضورك وغيابك، هنيئا لك هذه الشعبية خلال حياتك، وشعرك الذي طاف كل جغرافية الوطن، وأضاف ثامر: هنا أوكد على أهمية الثقافة عندما يكون أحد رموزها بهذا التأثير الجماهيري، فما بالنا مع المشهد برمته».
وأشار الدكتور علي حداد الى محطات من علاقته بالشاعر عريان السيد خلف منذ السبعينيات، إضافة الى الشاعر كاظم غيلان الذي تحدث عن الشعبية الواسعة التي حظي بها شعر عريان السيد خلف.
أما الشاعر ناظم السماوي فألقى قصيدة مهداة للشاعر الراحل متحدثا عن ذكرياته مع الشاعر عريان السيد خلف منذ دخوله « نكرة السلمان « قائلا لم أختلف مع عريان في كل شيء، وبقي قصيدة أعيش معها.
وقرأ قصيدة مهداة له: التابوت كلشي يشيل
مثل ساعي البريد كلشي يودي وكلشي يجيب
وتحدث الشاعر عامر عاصي قائلا « كيف علينا ان نلم كل هذا الحزن بفقد الحاضر بيننا عريان السيد خلف، وقد وصل الى الجميع حتى أصبح عراقا، وأصبح جزء حيويا من الذاكرة الجمعية، ليلقي قصيدة بالمناسبة:
هويت الناس كلها وصرت وحدك ناس
ورسمت الشوگ شامة بوجه الولاية
يالمحَزَّم سِتِرْ ودموعك مفَرْعات
كل دمعة اعله دربك خضّرت داية
شِلِتْ يا ما شلت هم وملامح ناس
وطفل دمعِتَه بخدّه وضَحْكِتَه حچاية
شلت حفنة ليالي مبللات بعوز