الذين لا يهادنون أنفسهم يتسمون بالتطرف والمبالغة

أحلام يوسف
الكثير منا عندما يتحدث عن الفرد العراقي ويبحث في صفاته يذكر اول ما يذكر، صفة التطرف، والكثير يعزو هذه الصفة الى الجو حيث الصيف القاتل حرا والشتاء القاتل بردا.
الفصلان جافان، والادهى ان أحدا منا لا يحس الخريف والربيع الا مع سقوط أوراق الأشجار او بدء طلوعها.
عشتار مشني الباحثة بعلم النفس تؤيد ان للجو تأثير على الشخصية، وطباعها، وتضيف: الجو وطبيعة الأرض التي يعيش عليها ان كانت منبسطة او جبلية كلها تؤثر على شخصية الفرد. فيما يخص موضوع التطرف فانا اظن انها صفة عامة في البلدان العربية، وقد يكون ذلك بسبب طبيعة الحياة التي نحياها، التي تجعل منا متوترين ومستفزين، فسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا هناك مشكلات متباينة.
وتتابع: سأركز على الفرد العراقي لكونه الأقرب، العراقي متطرف بكل شيء، بحبه وكرهه وحقده وطيبته، حتى في دفاعه عمن يحب متطرف، في تبريره لكرهه لاحد ما متطرف، فلم يمر العراقي بفترة سلام، دائما هناك مشكلات سببها السياسة او الحاكم، لذلك فهو عندما يكره يصب جام غضبه على الحياة وعلى السياسة بشخص المكروه، وعندما يحب يحاول تعويض كل القبح في حياته بمن يحب لذلك فهو يدافع بشراسة عنه كي يظل هو الصفحة البيضاء التي يمكن ان يلجأ اليها ساعة شعوره بالخيبة والخذلان او الحزن.
قد تكون صفة التطرف عراقية، ليس لان العراقي وحده يمتلكها، بل لأننا نعرفه أكثر من غيره، فالتطرف في بعض البلدان العربية شهدناه في احداث دامية لأسباب لا ترتقي الى مستوى الحدث، لكن هؤلاء أيضا لم يعيشوا فترات هدنة مع الحزن والقلق والفقر والعوز.
نورس الكرخي خبيرة التجميل ذكرت انها تأمل بتطور عمليات التجميل في العراق والبلدان العربية لتصل الى الروح وقالت: هناك اقبال كبير على عمليات التجميل ومن كلا الجنسين وكل الاعمار، أتمنى ان كل واحد منهم حينما يستقر نفسيا بعد عملية التجميل الشكلية ان يفكر بتجميل روحه وتنقيتها من شوائبها. نحن نعاني من حالة التطرف السياسي والديني وحتى الفني والاجتماعي. أحيانا اشهد حوارات عنيفة واظن انها بسبب شخصية سياسية او دينية واختلاف وجهات النظر وإذا بي اكتشف انها بسبب فنان، أحدهما يحبه والثاني لديه ملاحظات وتحفظات عليه كانسان وفنان.
التطرف صفة وليدة التخلف الذي يجعلنا نتخذ طرفا معينا في أي حالة، مع اننا نردد المثل القائل خير الأمور اوسطها كثيرا، لكن يبدو ان علينا محاولة الوقوف بالوسط وان لا ننزلق الى أحد الأطراف، وبالممارسة يمكن ان ننجح مستقبلا، ونبدأ التعامل مع الأمور بقيمتها وعمقها الحقيقيين من دون مبالغة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة