الشخصية الواثقة تتقبل النقد والضعيفة تفترض سوء النية

أحلام يوسف
لكل منا كبوة او كبوات، تتمثل بالأخطاء التي نرتكبها، بغض النظر عن طبيعتها وحجمها، لكنها أخطاء توقعنا في خانة النقد من المحيطين والمجتمع أحيانا.
كي نعود أنفسنا على تقبل النقد، هناك عدة وسائل، أولها الايمان بان إرضاء جميع الناس غاية لا تدرك، لذلك فالنقد وارد دائما، وان نفصّل النقد، ونستفيد منه قدر المستطاع، لكن حتى ذلك يحتاج الى أسس.
يقول هشام النقاش الباحث بعلم النفس: تقبل النقد يحتاج أولا الى شخصية قوية وواثقة، لان الشخصية الضعيفة يمكن ان يظن صاحبها ان كل انتقاد محاولة لإحباطها او للتقليل من شأنه. هناك بعض الأشخاص يبررون عدم تقبلهم للنقد بشخصية المنتقِد، اذ يجدونه غير مؤهل لهذا الدور! لكن هل هذا صحيح؟ فعندما أكون شخصية بعيدة عن المثالية، لا يعني ان اتوقف عن نقد الحالات السلبية او المواقف غير الصحيحة، بل العكس هناك من يحرص على التنبيه للأخطاء التي وقع هو بها من قبل، هنا يكون النقد نابعا من الحرص وليس الانتقاص.
بلال سعد مدرس، يقول: نادرا ما قابلت أناسا ينقدون حالة او شخصا من باب الحرص، غالبا ما تكون الغاية الانتقاص او التشهير بهذا الشخص والشيء الوحيد الذي يحرصون عليه، اسماع كل المحيطين بهم كلمات النقد الجارح، مثل هؤلاء لا يمكنني ان اتقبل نقدهم لأي حالة تخصني حتى وان كنت اعلم في قرارة نفسي أني أخطأت بها، الغاية او النية من كل فعل اهم من الفعل نفسه.
مها العبودي الباحثة بعلم الاجتماع أوضحت ان الغايات دائما تحدد مدى تقبل النقد او رفضه، ببساطة لو ان الام انتقدت بنتها على تصرف معين فالبنت تتقبل كلام الام برحابة صدر، وتجد انه نابع من حرص أمها ومحبتها لها، لكن لو انتقدت على الفعل نفسه وبطريقة قد تكون الطف من ام زوجها فستتحول كلماتها ونقدها الى وسيلة للانتقاص منها، وان السبب في هذا الاعتراض كرهها لها ومحاولة تخريب العلاقة بينها وبين زوجها!
وتتابع: النقد يحتاج الى ثقافة عالية وادراك، فعندما انتقد احدا اضع بالحسبان طبيعة علاقتي به، وطبيعة شخصيته وهذا لا يحتاج الى عالم نفسي، فكل المحيطين بنا نعرف الكثير عن طبيعة شخصياتهم، هناك السلس والمعقد الواثق والمربك وخفيف الظل ..الخ، أحيانا انا نفسي عندما اشهد على فعل غير صحيح من احد معارفي، الجأ لشخص قريب منه واخبره بالخطأ الذي ارتكبه فلان، وأوضح له كيفية معالجة هذا الخطأ، فالقي بمهمة النقد لهذا الشخص، لأني اعلم انه سيتقبل الامر منه بنحو سلس.
اذن فلا توجد مشكلة بالنقد كحالة انما بنا كأفراد علينا ان نكون أكثر وعيا، وادراكا لطبيعة النفس البشرية التي غالبا ما تكون مغرورة من دون ان نعي ذلك، لذلك فنحن لا نتقبل النقد الا بشرط، ولو علمنا اننا نستحقه فعلا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة