بعض حالات الخوف مكتسبة

أحلام يوسف
الخوف شعور ينتابنا في أوقات الخطر او عند احساسنا بتهديد معين من شخص ما او حدث ما، ويؤثر هذا الشعور بوظائف الجسم بنحو ما، وقد يكون التسارع بنبضات القلب أهمها وأكثرها شيوعا.
وذكر عدد من العلماء ومنهم جون واتسن وروبرت بولتشك أن هناك مجموعة من العواطف الأساسية أو الفطرية يولد بها الانسان، والخوف أحد هذه العواطف. وتشمل هذه المجموعة، الغضب، والقلق، والخوف، والرعب، والفرح، والذعر، والحزن.
تختلف أسباب ودواعي الخوف من شخص الى شخص آخر، مع اختلاف مداه وتأثيره، وفي هذا الشأن يقول هشام النقاش الباحث في علم النفس: هناك درجات للخوف، فمنهم من يخاف خوفا منطقيا أي عقلانيا وطبيعيا لا بل أحيانا يكون ضرورة من اجل الحذر من وقوع المحظور، بالمقابل هناك من يخاف من أمور كثيرة أحيانا لا تستحق حتى الاهتمام، وهؤلاء غالبا يعانون مشكلات نفسية.
ويتابع: بعض الأشخاص يتولد لديهم رهاب من الأماكن العالية او من الحيوانات او الحشرات وبعضهم من الزواحف تحديدا، وتكون أسباب الخوف أحيانا مكتسبة، أي بسبب حدث معين يتعلق بالأماكن المرتفعة، او قد يشهد الطفل خوف امه من الفئران وفزعها، فيتولد لديه الشعور بالخوف من الفئران.
ويضيف: الخوف العقلاني، يكون من أشياء وتفاصيل يجمع عليها غالبية البشر، مثل الخوف من رؤية اسد طليق، او الفيضانات في حال حدوثها، فهي واقع حال، علينا ان نتعامل معه، والخوف يحفزنا للإسراع بإيجاد مخرج من المشكلة.
أحيانا يكون الخوف غير مبرر، وغير عقلاني ويتمثل هذا النوع بالخوف من المجهول حسبما ذكر النقاش وقال: يمكن أن يتفرع الخوف غير العقلاني إلى العديد من الحالات مثل الخوف من حالة مرضية لم تصبه قبلا، لكنه قرأ عنها، والخوف من الآخرة، ومن السنوات المقبلة، أو حتى الخوف من الغد، فكل مجهول يكون سببا لتولد الخوف لديهم، وهذا الخوف يصيب الشخص بالعجز، والتكاسل عن التخطيط للأيام المقبلة.
هذا يعني اننا جميعا مصابون بهذا النوع من الخوف، لأننا لا نخطط للمستقبل ابدا بحجة اننا لا ندري ما الذي سيحصل يوم غد او بعد دقيقة من الان! فهل علينا ان نعيد حساباتنا فيما يتعلق بصحتنا النفسية؟
وسيم الموسوي أحد رجالات الدين يوعز الخوف الى قلة الايمان بالرب والقدر اذ قال: الانسان المؤمن ايمانا حقيقيا لا يخاف، فهو يعلم جيدا ان ما يصيبه مقدر له من عند الله، فان ركب الطائرة لن يخاف لأنه يعلم ان كتب له الوصول بسلامة فسيصل بسلام وان كان قدره ان يموت بحادث في هذه الطائرة فلا مفر من ذلك، فبكلتا الحالتين الخوف غير مبرر.
من منا يستطيع ان ينسى خوفه؟ وهل الايمان بالقدر كفيل بان يشفينا من بعض مصادر خوفنا؟ وهل اذا وجد المرء نفسه بمواجهة حيوان مفترس يبقى محافظا على هدوئه ويترك روحه تواجه قدرها؟
الخوف يولد مع الانسان، ولأنه لا مفر منه، علينا ان نتعامل بالمديات التي يفرضها، سيما وانه ضرورة في الكثير من الاحيان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة