دراما رمضان.. حامض حلو

جردة حساب

سمير خليل
عند تسليط الضوء على ما قدم من اعمال درامية تلفزيونية محلية خلال شهر رمضان الفضيل، لابد ان نأخذ بعين الاعتبار مديات جودتها وتأثيرها بنفوس النظارة، وما خلقت من جدل وردود فعل ايجابية وسلبية.
الدراما المحلية هذا الموسم غالبيتها تحصيل حاصل للإنتاج الموسمي ومع استثناءات قليلة، لذلك يطغي على اغلب الاعمال طابع الاستسهال الذي يصل حد السطحية بالتأليف والتمثيل وحتى الإخراج، كما بات من الثابت ان نشاهد ممثلينا وممثلاتنا يؤدون ادوارهم بشكل نمطي، يكاد لا يختلف بين عمل وعمل آخر، وتبع هذا مع الاسف هبوط في الايقاع بسبب بساطة الحوار وسطحيته.
سباق الدراما المحلية هذا العام، اقتصر على اعمال معدودة اختلفت مضامينها وتشابهت صورها، خاصة ما يعرف بأعمال السيت كوم او السكيتشات الخفيفة والتي كانت كوجبة الطعام الخفيفة التي تسد الجوع لساعات معدودة، اما المسلسلات الطويلة، فقد اقتصرت على عمل واحد، مسلسل (الفندق) بجانب المسلسلين الكوميديين (العرضحالجي) و(ايام الاجازة)، اما مسلسل (باكو بغداد) فجاء في باب الكوميديا السوداء.
اعمال السيت كوم كانت (شلع قلع) و(حامض حلو) و (لخة) و(take away) و(ست ستوتات) و (بسمتنا)، وتشابه اغلبها بطريقة المشاهد والحوار والاغاني والاستعراضات، إضافة للرقصات والنكات والقفشات الفكاهية.
الاستثناء هنا كان مسلسل (شلع قلع) الذي كتب اغلب حلقاته الكاتب حسين النجار وشدت بعض حلقاته الجمهور بموضوعاتها المهمة، وجسد بطولته الفنان الكوميدي اياد راضي، مع الفنانين زهير محمد رشيد وسعد خليفة ونسمة وماجد عبد الجبار وشيماء رعد تحت ادارة المخرج الشاب سامر حكمت.
اما مسلسل (ايام الاجازة) الذي كتبه محمد خماس وبأبطاله السابقين نفسهم محمد حسين عبد الرحيم، وهناء محمد، فقد تميز بمشاركة شبابية لغسان إسماعيل، وامير عبد الحسين، وهند نزار، واثير كشكول، بإدارة المخرج الشاب علي فاضل مخرج البرنامج المعروف (ولاية بطيخ).
وفي التراجيديا شهدنا عملا واحدا، (الفندق) تأليف حامد المالكي واخراج حسن حسني، واثار المسلسل عاصفة من الجدل بين مؤيد ورافض لطريقة طرحه التي لامست مناطق مؤلمة من واقعنا اليومي. الرافضون يرون ان الدراما يجب ان تسلط الضوء ولو بشكل خافت على ما يفرح النفس ويبعث الامل بغد سعيد، او تخفيف طرح المأساة مع حلولها، وان المسلسل كان جريئا في تسليط الضوء على صور ومشاهد صادمة للأخلاق الاجتماعية كالدعارة والمخدرات وتجارة الاعضاء البشرية، وهي ربما موجودة لكنها متوارية.
المؤيدون للعمل يرون ان أفضل الحلول للمشكلات تكون بطرحها كما هي ليسهم الجميع بحلها والقضاء عليها، هناك رأي آخر يتمحور بان الدراما العراقية اي كان مضمونها مطلوبة وضرورية لإنعاش الشاشة الصغيرة ومنافسة نظيرتها العربية.
ومن الملاحظات المهمة في الدراما المحلية هذا الموسم، ثنائية المؤلف المخرج والمؤلف الممثل، هذه الثنائية تشكل عبئا على العمل، فالمؤلف المخرج عادة يوظف رؤيته الاخراجية حسب ما كتب، وبالتالي لا يخضع لمبضع الحذف والتغيير الذي عادة ما يصب بصالح العمل. اما ظاهرة المؤلف الممثل فقد تشكل عبئا كبيرا على كاهل العمل، لان المؤلف غالبا ما يتقمص دور البطولة، وبالتالي فسيكتب العمل كما تخاط البدلة على مقاس البطل.
اهم الاعمال التي تتطلب الاشارة اليها خلال الدورة الرمضانية، كان مسلسل (هوى بغداد) الذي كتبه واخرجه الفنان مهند ابو خمرة.
ميزة هذا العمل وتفرده انه تناول موضوعات شتى قوامها الرومانسية والعلاقة العاطفية باطار اجتماعي، على مدى حلقاته الخمسة عشر كما قدم صورا جميلة وبراقة لبغداد الحبيبة بمشاهد زاهية الالوان ظلت عالقة في ذائقة المشاهد، كما قدم وجهين جديدين على الدراما العراقية هما الممثل التركي اسر ويست والفنانة زهراء حبيب بن ميم، من اب تونسي وام عراقية، وهذا الامر يحسب للعمل، والاخيرة قدمت اداء رصينا وحافظت على ايقاع الشخصية بنحو ملحوظ جعلها مألوفة بين المشاهدين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة