في تقريرها الذي قدمته أمام مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي اعادت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (جينين هينيس بلاسخارت) التذكير بالتحديات التي يواجهها العراق في ظل ظروف ومتغيرات داخلية وخارجية وفي قراءة سريعة لهذا التقرير تتجلى بوضوح المخاطر التي يمكن لها ان تحيق بتجربة سياسية جديدة يخوضها العراقيون اكملوا على مدى الخمسة عشر عاما الماضية فصولها باشكال مختلفة تخللها التعثر والنجاح والاخفاق والخوف واستعادة زمام المبادرة تكللت في العام الماضي بالشجاعة حينما استطاعوا طرد تنظيم داعش الارهابي من مساحات واسعة من الاراضي العراقية ويبدو ان السيدة هينيس تدرك جيدا حجم التحديات التي تعصف بالعراق لكنها في سطور تقريرها المهم وضعت اصابعها على ابرز الجراح التي يمكن ان تشكل نقاط ضعف في الجسد العراقي وتستنزف قواه وفي خضم المشكلات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية التي يعاني منها العراقيون قد يغفل او يتناسى ممثلو الاحزاب والكيانات السياسية المشاركة في ادارة السلطة مجموعة من الاخطار التي تحيط بأمن وسيادة العراق في ظل الانشغال بالصراعات الداخلية والتكالب على المنافع والمصالح لذا يأتي تقرير رئيسة بعثة الامم المتحدة ليقرع الاجراس من اجل ان تكون هناك صحوة حقيقية وان يعي الجميع ويسترشد بخارطة طريق تبعد وطن العراقيين عن المشكلات الداخلية والخارجية وقد تحدثت ممثلة الامين العام للأمم المتحدة عن ابرز هذه المشكلات وفي مقدمتها الصراع السياسي الداخلي في تشكيل الحكومة وآفة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية الذي شوه صورة هذه الدولة امام العالم ومن ثم اشارت الى مخلفات داعش المتمثلة بعودة الاف الاشخاص العراقيين وغير العراقيين (اباء وابناء)الذين انتموا الى التنظيم الارهابي باشكال مختلفة ومايرتبط بعودتهم من مخاوف امنية والحيلولة دون ولادة جيل جديد من الارهابيين وفي نقاط اخرى اشار التقرير الى مخاطر نقص المياه في العراق وغياب الخطط الاستراتيجية لمعالجة هذا الملف ولربما كان الابرز في هذا التقرير التحذير من ان يكون العراق مسرحا لمنافسات مختلفة في اشارة الى الصراع الايراني الاميركي وحسنا فعلت السيدة هينيس حينما قالت في تقريرها (ان فرض عبء اضافي على العراق هو حقا آخر شيء يحتاجه هذا البلد ) وهذا بالتحديد مايجب ان يدركه المتناغمون مع تفاصيل هذا الصراع ومايجب ان يلتزموا به في سبيل تقويض المشكلات المتشعبة التي يواجهها العراق وعلى الرغم من الاشارات الايجابية للنجاحات العراقية في ميادين مختلفة التي جاءت في تقرير الممثلة الاممية الا ان الوقوف على التحديات هي المهمة الاساسية التي يجب ان تضطلع بها الحكومة العراقية والقوى السياسية الاخرى مع التأكيد على استمرار الدعم الذي تقدمه الامم المتحدة للعراقيين من اجل تحقيق الامن والاستقرار والرفاهية في بلادهم .ِ
د. علي شمخي