«الأدب والشر» لجورج باتاي

«الأدب والشر» كتاب يكشف الجانب المظلم من الإبداع، كمحاولة جادة من الفيلسوف الفرنسي جورج باتاي لاكتشاف مناطق خفية من إبداع الأدباء والمفكرين؛ كيف تأثروا بالشر كثيمة في كتاباتهم، وحولوها إلى مؤلفات مميزة؟
صدر الكتاب عن دار أزمنة الأردنية، بترجمة الكاتبة والصحافية رانيا خلَّاف، التي قالت عن الكتاب «نحن لسنا إزاء بورتريهات تقليدية، فالقارئ لن يصل إلى تاريخ مرجعي مفصل عن كل أديب ومبدع مذكور في الكتاب، ولن يجد مفاتيح جاهزة للدخول إلى عالمهم، وإنما سيحصل على قراءة فلسفية، أدبية ونفسية عن كتاب يكشف لك كيف كان للشر دور فى تشكيل تجربتهم الأدبية والحسية».
وفي مقدمة الكتاب يعلن باتاي أن «الأدب ليس بريئًا»، وأنه يجب الاعتراف بذلك.
تضيف المترجمة: باتاي يعرض وجهات نظر أدباء بالشر، فيتناول رؤية الشاعر وليام بليك للشر على أنه «بدون أضداد». ومن تلك الأضداد، ينبثق ما تطلق عليه الأديان الخير والشر، الخير هو السلبي الذي يطيع العقل، والشر هو الإيجابي الذي ينبثق من الطاقة، الخير هو الجنة، والشر هو جهنم.
أما إيميلي برونتي فكانت موضوع لعنة مميزة، كما يقول باتاي، إذ إنها سعت في حياتها القصيرة والبائسة إلى أن تحافظ على نقائها الأخلاقي، عبر المرور بخبرة عميقة خلال عالم جهنمي حافل بالشر.
ويشيد باتاي، في الكتاب، بقدرة برونتي على سبر غور الشر في روايتها «مرتفعات ويذرنج»، التي تثير مسألة الشر فى علاقته بالعاطفة، وكأن الشر هو أكثر الوسائل قوة في فضح العاطفة، فلو استثنينا الشكل السادي للرذيلة، فيمكن القول إن الشر، كما يظهر فى رواية برونتي، قد وصل إلى شكله الأمثل.
ويرصد الكتاب الذي صدرت طبعته عام 1957 (نُشرت مقالاته مسبقاً في مجلة «نقد») أعمالاً أدبية لكل من: إميلي برونتي، وشارل بودلير، وجول ميشلي، ووليم بليك، ودوناتيان دو ساد، ومارسيل بروست، وفرانز كافكا، وجان جينيه.
جورج باتاي (1897- 1962): فيلسوف فرنسي تأثر في كتاباته بنيتشه وبالنزعة السوريالية. من مؤلفاته: الشبقية، التجربة الباطنية. وباتاي شخصيّة أدبيّة وفكريّة عملت في الأدب والفلسفة والأنثروبولوجيا والاقتصاد وعلم الاجتماع وتاريخ الفن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة