ذاكرتي

حسناء وفاء خلاصي

تعال نقتسمِ الرصيفَ
كأن صوتي صاعدٌ جبًا عميقًا
وكأن لا صوتَ لصراخكَ
تعال نقتسمِ الحكاياتِ شيئا من ذكرى طفولتي المنسيةِ
وشيئا من جنونِ صباكَ
تعال نزرعْ ما اقتلعتْه السنينُ في حقلِ شموخِنا
تعال نلونِ الدموعَ المضمخةَ غيمًا بألوانِ فرحٍ مشتهًى
دربْ لسانَك على الكلامِ
ستحلُّ عقدةَ حبالِ صوتكَ
لا تقفْ على الجانبِ الخطأِ
واخرجْ من ذاكرتِك المعطبةِ
كما يخرج التاريخُ من دفتَيْ كتابٍ
درب نفسك على العيشِ بعيدا
وسأروض نفسي على غيابٍك
فكل الأشياءِ التي لا نصنِّفُها
ستموت تدريجيًّا
وأنا بالكادِ أخطو
لكنّني أرمّم ساقيّ بخشبِ زيتونةٍ مقطوعةٍ
أدربها على الحضورِ والغيابِ
لتقطعَ بي كلَّ مسافاتِ البعدِ بليونةٍ كافيةٍ
فلا تُشعل عشبةَ قلبي بالأسى
حتى لا يبتلعَها منجلُ الزوايا المعتمةِ
ولا تقل كنّا وكان
كن إلاك
وسأتبع إلاي
حتى لو غيرتِ المواسمُ نبضَها
وبيعتْ خواتمُ القصيدِ في المزادِ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة