معرض يحكي مأساة مدينة بمضامين ملونة

“الموصل تنهض من جديد”..

سمير خليل
اقامت جمعية الفنانين التشكيليين فرع نينوى، معرضا تحت عنوان (الموصل تنهض من جديد) على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.
ضم المعرض 26 فنانا تشكيليا من الموصل شاركوا بأكثر من 40 لوحة، تنوعت الوانها واساليبها وموضوعاتها، واتفقت على عنوان واحد، مدينة الموصل بتراثها واهلها ومأساتها وتحريرها.
الفنان التشكيلي خليف محمود رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين فرع نينوى قال: برغم مأساة مدينتنا الا ان الابداع الموصلي لم يتوقف، بل ازداد تدفقا، وفي اثناء سيطرة عصابات الظلام على المدينة، أقمنا عدة معارض تشكيلية منها اثنين في المانيا على قاعة المعهد الثقافي العربي الألماني، مع محاضرة فنية، إضافة الى معرضين في الاردن أحدهما كان تحت عنوان (بقايا اشياء) على قاعة زين في مجلس الاعمال العراقي عام 2016 والآخر بعنوان (هجرة داخل وطن) على قاعة الاورفلي عام 2018″.
واضاف: هذا معرضنا الخامس بعد تحرير المدينة، فقد سبقته اربعة معارض آخرها في متحف آثار الموصل تحت عنوان (الموصل، العودة وصراع من اجل الحياة) مع ورشة رسم في “ايمن الموصل” بمشاركة 76 فنانا، قدموا اعمالهم في معرض مدعوم من غوغل بالتعاون مع راديو الغد، والمعروضات الآن في إنجلترا، ثم تغادر الى فرنسا، فألمانيا، ثم لبنان، وعن طريق الامم المتحدة.
الفنان الشاب عمر طلال نجل كاتب الاطفال طلال حسن شارك بلوحتين احداهما بعنوان (مشاهد من مدينتي)، والاخرى (قبل الخراب وبعده)، قال: نحن نرسم مدينتنا ونترك للمشاهد تفسير اعمالنا الذي لا يحتاج لعناء كبير، مأساة مدينتنا خلقت قصصا كثيرة.
احمد مزاحم شارك بلوحتين ايضا (المنسي) و(أثر) سألناه: من هو المنسي؟ أجاب: المدفون تحت الانقاض، طفل او امرأة، نصف العائلة بقيت تحت الانقاض، الناجي يهرب من الجحيم ويترك عائلته تحت الأنقاض، اتذكر دائما قصة ساري العبد الله الذي هجره اهله وظل وحيدا، حمامات الدم تلون المدينة، وصف الجحيم قليل بما عانيناه، مأساة الموصل اصبحت انسانية عالمية، المهجرون والمشردون في كل مكان.
الفنان التشكيلي الدكتور هاني محيي الدين شارك بلوحتين أيضا، تجريد لون وضوء، عنونهما برقمين “واحد واثنان” قال: اختلطت الفنون الجميلة مع الفنون التطبيقية والهندسة المعمارية، وانتقلت الفنون من باريس الى نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية كتجمع للفنون هناك، ثم ظهرت فنون ما بعد الحداثة ولوحاتي تنتمي لها، التعبيرية التجريدية الحديثة التي تلغي الموضوع والمضمون والمفردات.
اخيرا تحدث الفنان التشكيلي حسن ابراهيم نائب رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين – المركز العام: معرض اليوم يأتي في إطار برنامج الجمعية لدعم فنون المحافظات، والتوجيهات التي انيطت لفروع جمعيتنا ومنها فرع نينوى، تتيح لهم الاشتغال واقامة الانشطة والمعارض التي تخص فناني المحافظات، لذلك تم اقامة ورعاية معرض اليوم بعد اقراره بالهيئة الادارية في بغداد. وسبق ان أقمنا معرضا لفناني البصرة.
وتابع: جدير بالذكر ان تنظيم المعارض الخاصة بالمحافظات في بغداد يعتمد على مدى فاعلية الفنانين في تلك المحافظات واستعداداتهم لإقامة هكذا معارض.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة