عبد المهدي: العراق بات اكثر استقرار وسلما تأتيه قادة الدول وايران احد عوامل نجاحاته

روحاني يطمح بوصول التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار

بغداد ـ الصباح الجديد:
اتفق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال المحادثات الرسمية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، على إستكمال تنفيذ الاتفاقيات المالية والمصرفية بين البلدين، فيما دعا الأخير اثناءها الى توسعة تعاملات الغاز والكهرباء بين إيران والعراق وزيادة حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار برغم الصعوبات الناجمة عن العقوبات الأميركية على طهران.
وفي مؤتمر صحفي عقده الطرفان دعا عبد المهدي خلال زيارة بدأها امس السبت، دول المنطقة الى اللجوء للتفاهمات، في سبيل احلال السلم.
وقال رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي المشترك، ان “ايران والعراق يتمتعان بعلاقات تاريخية ويقفان جنبا الى جنب في مواجهة التحديات”، مضيفا “سنبقى في السراء والضراء ونشارككم العزاء جراء الدمار الذي تعرضت له عدة مدن ايرانية بسبب السيول”.
وتابع “دعمتنا ايران كثيرا بمواجهة الارهاب، والعراق الان بات اكثر استقرار وسلما، حيث نقوم اليوم بزيارات مهمة لكافة عواصم العالم وتأتي الينا الكثير من قادة الدول”، عادا ذلك “نجاحاً، وما قامت به ايران من دعم للعراق هو احد العوامل في تحقيق هذه النجاحات”.
واوضح عبد المهدي “نأمل ان تكون العلاقات بين بلدينا قدوة لباقي العلاقات في المنطقة”، مؤكدا ان “العراق يعتزم توسيع هذه العلاقات وتحقيق تطور وتقدم اكثر”.
ونوه الى ان “العراق يريد ان تنعم المنطقة بالاستقرار، ولا نريد للمنطقة سوى السلم”، مشددا على ان “العراق يرفض استغلال اراضيه ضد اي بلد مجاور”.
وبين عبد المهدي “نعمل بجد لارساء اسس العلاقات السلمية”، موضحا ان “الخلافات في المنطقة تحل بالوسائل السلمية، وليس بالوسائل المسلحة”.

ومن جانبه قال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء ان “خطط تصدير الكهرباء والغاز وربما النفط أيضا مستمرة ونحن مستعدون لتوسيع هذه الاتصالات ليس فقط بالنسبة للبلدين وإنما لبلدان أخرى أيضا في المنطقة”.
وقال روحاني ايضا: “نأمل أن نحقق خططنا لتوسيع حجم التبادل التجاري وزيادته إلى 20 مليار دولار في غضون شهور أو أعوام قليلة”.
وعبر روحاني عن أمله في أن يبدأ العمل في غضون الشهور القليلة المقبلة في بناء خط سكك حديدية يربط بين البلدين.
ومشروع بناء خط السكك الحديدية كان ضمن اتفاقات أبرمها روحاني أثناء زيارته لبغداد في آذار وكانت تهدف لإظهار أن طهران لا تزال تلعب دورا مؤثرا في العراق برغم الجهود الأميركية لعزل إيران.
وكان أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات على صادرات الطاقة الإيرانية في تشرين الثاني الماضي، بسبب برنامجها النووي، لكنه قدم استثناء لعدة مشترين من العقوبات لتلبية احتياجاتهم من الطاقة منهم العراق.
ويعتمد العراق بشدة على الغاز الإيراني لتغذية محطات الكهرباء لديه ويستورد نحو 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا عبر خطوط أنابيب في جنوب وشرق البلاد.
وفي السياق، اوردت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أمس السبت، عن زيارة مرتقبة لمحافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي إلى العراق.
وذكرت الوكالة: “خلال المحادثات التي جرت بين الرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في طهران أمس اتفق الجانبان على ان يقوم محافظ البنك المركزي الايراني بزيارة إلى بغداد في اقرب فرصة ممكنة”.
وأضافت أن “الزيارة تأتي من أجل استكمال وتنفيذ التوافقات المالية والبنكية الحاصلة بين الجانبين العراقي والإيراني”، مبينة أن من المقرر أن يلتقي همتي خلال الزيارة نظيره العراقي ومسؤولين اخرين”.
وفي شهر شباط الماضي، قام همتي بزيارة إلى العراق لحل مشكلة إعادة الدفوعات المالية للمصدرين الإيرانيين من العملة الصعبة إلى إيران، وخلال هذه الزيارة، اتفق رئيسا البنكين المركزيين في إيران والعراق، بالإضافة إلي تحديد آلية المدفوعات المالية بين البلدين، على معالجة مشاكل نقل وعودة عائدات العملات الأجنبية للمصدرين إلى العراق.
وخلال زيارة روحاني إلي العراق في كانون الثاني الماضي، ناقش رئيس البنك المركزي مع نظيره العراقي كيفية متابعة وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية التي تم التوصل إليها الشهر الماضي، وفي نفس الوقت، تم إيداع الجزء الأول من مطالبات الحكومة الإيرانية في حساب البنك المركزي الإيراني وقيمتها 200 مليون دولار.
وفي هذه الجلسة تمت مناقشة مسألة تسهيل الأعمال المصرفية للمصدرين الإيرانيين للسلع والخدمات، وكذلك أنشطة فروع البنوك الإيرانية في العراق، وإقامة علاقات بين البنوك الإيرانية مع البنوك العراقية والحاجة إلى قبول ضمانات الدينار بدلا من ضمان الدولار لأنشطة المقاولين الإيرانيين.
ووصل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي صباح امس السبت إلى طهران على رأس وفد سياسي و اقتصادي رفيع في زيارة رسمية الى إيران تستغرق يومين.


مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة