أردوغان يخسر التصويت في أنقرة وإسطنبول وحزبه يطعن بنتائج الانتخابات

أميركا متفائلة بتسوية نزاع شراء تركيا «أس – 400»

متابعة ـ الصباح الجديد :

طعن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا بنتائج الانتخابات البلدية في أنقرة وإسطنبول، إذ شكا من مخالفات «مفرطة» في الاقتراع الذي خسره في المدينتين. واعتبر مرشح المعارضة في إسطنبول أن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان «يتصرّف مثل طفل حٌرم من لعبته».
وشكّلت نتائج الانتخابات البلدية التي نُظمت الأحد الماضي، انتكاسة كبرى للحزب الحاكم وأردوغان شخصياً، اذ خسر في معقله إسطنبول، وفي العاصمة، للمرة الأولى منذ تسلمه الحكم عام 2002. لكن نتيجة الاقتراع عكست استياءً شعبياً من الوضع الاقتصادي المتردي.
وقال رئيس منطقة إسطنبول في الحزب الحاكم بايرام سينوجاك: «قدّمنا اعتراضاتنا للسلطات الانتخابية في كل المناطق الـ 39» للمدينة. وأشار ان الحزب وجد فارقاً «مفرطاً» بين الأصوات التي أُدلِي بها في مراكز الاقتراع، والبيانات المرسلة للسلطات الانتخابية.
كذلك أعلن رئيس الحزب في أنقرة هاكان هان أوزجان عزمه تقديم طعون في 25 منطقة في العاصمة.
وأظهرت نتائج نشرتها وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء حصول مرشح «حزب الشعب الجمهوري» في أنقرة منصور يافاش على 50,93 في المئة من الاصوات، في مقابل 47,11 في المئة لمرشح «العدالة والتنمية».
وفي إسطنبول، نال مرشح «حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو 48,79 في المئة من الاصوات، في مقابل 48,52 في المئة لمرشح الحزب الحاكم رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن أن إمام أوغلو يتقدّم على يلدرم بفارق 28 ألف صوت.
ووضع إمام أوغلو في أنقرة إكليلاً من زهور على ضريح مؤسّس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، في إجراء رمزي ينفذه اردوغان عادة بعد فوزه بالانتخابات. وقال إمام أوغلو: «إذا فاز الحزب الآخر كنت لأقول: مبروك لبن علي يلدرم، وهذا ما لن أقوله لأنني فزت. (حزب العدالة والتنمية) يتصرّف مثل طفل حٌرم من لعبته».
على صعيد آخر، رجّح وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان تسوية النزاع مع تركيا في شأن شرائها منظومة «أس-400» الصاروخية الروسية، وتسليمها مقاتلات من طراز «أف-35».
وقال: «أتوقع أن نحلّ المشكلة بحيث يحصل (الأتراك) على المعدات الدفاعية المناسبة في ما يتعلّق بصواريخ باتريوت ومقاتلات أف-35». وأضاف أنه يتوقع تسليم أنقرة مقاتلات «أف-35» متمركزة الآن في قاعدة لوك الجوية.
جاء ذلك بعد قول مسؤول أميركي بارز، في اشارة الى تركيا: «علاقتنا لا تحدّدها قضية واحدة (مثل) أس-400، لكن المنظومة تمثل إشكالية كبرى بالنسبة الى الولايات المتحدة».
وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلن أن الولايات المتحدة أوقفت شحن معدات متصلة بمقاتلات «أف-35» إلى تركيا، قائلاً: «الى حين صدور قرار تركي لا لبس فيه بالتخلّي عن شحنات أس-400، ستتوقف الشحنات والنشاطات المرتبطة بقدرات تركيا على تشغيل مقاتلات أف-35. في حال اشترت تركيا منظومة أس-400، من شأن ذلك أن يعرّض برنامج أف-35 لخطر».
وأضاف: «نأسف بشدة للوضع الحالي الذي تُواجهه شراكتنا المتعلقة بمقاتلات أف-35 مع تركيا، لكن (وزارة الدفاع) تتخذ تدابير احترازية لحماية الاستثمارات المشتركة في التكنولوجيا الحساسة».
وأكد البنتاغون أنه بدأ بالبحث عن مصادر ثانية لإنتاج قطع «أف-35» تُصنع في تركيا الآن.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من أن تعامل أنقرة عسكرياً مع الحلف الأطلسي وموسكو، قد يمكّن الأخيرة من الحصول على معلومات متعلقة بمنظومة «أف-35»، قد تدفعها إلى تطوير دقة منظومة «أس-400» ضد الطائرات الغربية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة