جسور نينوى تنهار بعد إعادة اعمارها وناشطون يطالبون بمحاسبة «المقاولين» ومن يقف خلفهم

لم تصمد سنة رغم مليارات انفقت على الترقيع

نينوى ـ خدر خلات:

ارتبكت حركة السير بمدينة الموصل اكثر مما هي مرتبكة اصلا بسبب انهيارات وتأثر في بعض الجسور الفرعية التي اعيد اعمارها مؤخرا، وفضحت الحلول الترقيعية التي ظهر انها غير مجدية في مدينة مزدحمة، فيما يطالب ناشطون موصليون بمحاسبة المقاولين والمهندسين الذين نفذوا هذه المشاريع بأموال طائلة مع محاسبة من يقف خلفهم ويساندهم لاسباب معروفة.
وبحسب ناشطين موصليين، تسببت موجة الامطار التي استمرت منذ الخميس الماضي، باضرار اصابت الجسور والمعابر، في مفاجأة ليست سارة، تجلت في انهيار جسر الخوصر المؤدي الى منطقة الفيصلية، و انهيار جسر المشاة لجسر السويس ما تسبب بغلق الجسر، واغلاق جسر النصر العائم بعد غرقه، واغلاق جسر الحرية العائم بعد غرقه، كما تحركت قطعة ترقيع الجسر الرابع من مكانها، وقطعة ترقيع الجسر الخامس ايضا، وانجراف جسر القيارة العائم بسبب الامطار الغزيرة التي ادت الى ارتفاع منسوب نهر دجلة، وبالتالي فقد شهد الجسر العتيق زحاما مروريا هائلا.
ويقول الناشط الموصلي لقمان عمر الطائي في حديث الى «الصباح الجديد» ان «غرق الشوارع وطفح المجاري في كل موجة امطار بات امرا روتينيا ومقبولا لدينا، لكن غلق الجسور والانهيارات التي حصلت ببعض اجزائها، وتحرك القطع التي سبق ترقيعها، اصاب حركة المرور بشلل شبه تام».
واضاف «الامر الوحيد الجيد هو ان مجلس المحافظة اعلن (يوم امس الاحد) عطلة رسمية لاغلب دوائر الدولة عدا الخدمية، والا كنا شهدنا زحاما قل نظيره في مدينة الموصل، التي تعاني اصلا من اختناق في حركة السير وخاصة في الجانب الايسر».
واشار الطائي الى انه «في الايام الاعتيادية فان اصحاب المركبات يحتاجون لوقت طويل للعبور بين جانبي المدينة، لكن في ظل ما حصل مع موجة الامطار هذه فان التنقل بين جانبي المدينة بات اشبه بمعجزة».
وتابع «نريد ان نعرف من نفذ هذه الحلول الترقيعية، وكم قبض ثمنا لذلك، ومن المهندس الذي وافق على تسلم ما تم انجازه من هذه المشاريع الصغيرة؟ ولابد من محاسبة المقاولين ومن ساندهم ويساندهم، لان هنالك اضرارا كبيرة في المال العام وفي مصالح المواطنين».
اما الناشط محمد حسين الحيالي فقال «الامطار الربيعية متوقعة في نينوى كل عام تقريبا، لكن الاضرار التي حصلت ببعض المجسرات والمعابر والمقتربات من الجسور كانت غير متوقعة، لكن هذه الامطار فضحت الحلول الترقيعية وكشفت مدى الاستخفاف بالمال العام».
واضاف في حديثه لـ «الصباح الجديد» ان «انفاق المليارات على حلول ترقيعية لم تقاوم عاما واحدا يعد فضيحة هندسية، وما حصل يستدعي البدء بتحقيق ومساءلة كل من وافق على تسلم الاصلاحات في الجسور والمعابر، وربما ما تم انفاقه على هذه الاصلاحات يوازي تشييد جسر كبير بمعايير دولية وعالمية».
ولفت الحيالي الى ان «مدينة الموصل خرجت الاف المهندسين الاكفاء، ولدينا مهندسين موصليين يعملون بدول وشركات اوروبية وخليجية، بينما شوارعنا بائسة وتعج بالحفر و (الطسات) وجسورنا مضعضعة وبات البعض يخاف عند عبورها، وبتنا نخشى الأسوأ مع كل زخة مطر، وهذا كله بسبب الفساد وقلة المتابعة الحكومية، واتذكر مثلا ان هنالك شوارع تم تبليطها في ثمانينيات القرن الماضي، وليأتي احدهم ويراها الان ويرى الشوارع التي تم تبليطها خلال عام واقل من عام وسيرى الفرق الشاسع، حيث الشوارع القديمة سالكة وفيها (طسات) لا تكاد تذكر، بينا الشوارع الحديثة تستحق عملية تبليط او اكساء مجددا بسبب الحفر والطسات التي لا تحصى فيها».
ومضى بالقول «يبدو انه ليس هنالك رقابة حقيقية عند تنفيذ هذه المشاريع التي تمس مصالح المواطن قبل ان تعكس جانبا من الوجه الحضاري لأكبر ثاني مدينة عراقية، وعليه نطالب بمحاسبة اي مقاول يثبت فشله ومحاسبة المهندس والمسؤول الذي ساند ذلك المقاول الفاشل، لان من يتستر على مقاول فاشل يعني انه اخذ المقسوم منه، والمواطن المسكين يدفع الضريبة، عدا الاضرار الكبير بالمال العام، وهذه جريمة اخرى». على وفق قوله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة