ملتقى السليمانية السادس يبدأ فعالياته بمشاركات عربية وعالمية

تحت شعار «العراق ودول الجوار نحو نظام اقليمي جديد»

السليمانية – عباس كاريزي:

انطلقت صباح يوم امس الاربعاء فعاليات ملتقى السليمانية السادس، تحت شعار «العراق ودول الجوار، نحو نظام اقليمي جديد»، بمشاركة العديد من الشخصيات العالمية والعراقية، الذي ينظمه مركز البحوث الاقليمية والدولية بالجامعة الامريكية في السليمانية.
واكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم احمد صالح، في كلمة له خلال افتتاح اعمال الملتقى تابعته الصباح الجديد، ان العراق قدم تحضيات كبيرة للقضاء على تنظيم داعش الارهابي، وهناك تفاؤل كبير بتحسن الاوضاع فيه.
واضاف صالح، ان النصر على تنظيم داعش الارهابي نصر ميداني وتم القضاء على الخلافة المزعومة وتحرير الساحة العراقية من التواجد العسكري للارهابيين، لافتا الا انه يجب الا نستخف ببقايا الارهاب، لانه لم يتم استئصال داعش بشكل نهائي وهناك بقايا منتشرة على الحدود العراقية السورية، وربما تسنح لهم الفرصة لاعادة تنظيم صفوفهم.
واضاف رئيس الجمهورية، ان القضاء على دعش يتم باستمرار الجهد الاستخباراتي وترتيب الاوضاع السياسية وخاصة في المناطق المحررة وتمكين اهلنا في تلك المناطق من العودة الى ديارهم واعادة الاعمار بالاضافة، مبيناً «ان العراق كان في مقدمة الحرب ضد الارهابيين، وقدم تضحيات كبيرة في سببل القضاء على مخاطر الارهاب بقواته العسكرية من الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي، بدعم ومساندة من التحالف الدولي».
وتابع صالح، ان العراق يمر بظروف عصيبة، ومن حق اهلنا في المناطق المحررة انتقاد عمل الحكومة، والحكومة ورئيس الوزراء مصر على اعادة اعمار المناطق المحررة وتقديم افضل الخدمات للمواطنين هناك.
وحول الجهود المبذولة لمكافحة الفساد، قال صالح ان الفساد في العراق وبعض الدول مشكلة كبيرة تعرقل عملية بناء الدولة وسيادة القانون والوئام الاجتماعي، واذا لم نتمكن من انهاء الفساد فلن نتمكن من القضاء على دوامة العنف في العراق..
وحول التواج الامريكي في العراق، قال رئيس الجمهورية، ان القوات الامريكية الموجودة في العراق موجودة بالاتفاق مع الحكومة الاتحادية وهي لاغراض التدريب والاستشارة في الحرب ضد الارهاب،وانه لاتوجد هناك قوات قتالية وحربية والقوات الموجودة هي لمحاربة الارهاب فقط واي غرض اخر هو مرفوض من قبل الحكومة العراقية.
وفيما يتعلق بالسياسة الامريكية تجاه ايران والتوترات الاقليمية، قال صالح «نحن نعمل على تخفيف التوترات ولانريد من العراق ان يكون طرفا في هذه السجالات».
بدوره قال نائب رئيس حكومة اقليم كردستان قباد طالباني، في كلمة القاها في المؤتمر تابعتها الصباح الجديد، ان هذا الملتقى سيناقش العديد من الملفات المهمة بمشاركة العديد من الشخصيات السياسية والمختصين لمعالجة المشاكل التي تعترض تقدم العراق.
واضاف طالباني، ان التحديات امام العراق واقليم كردستان ليست كبيرة وان امانا فرصة تاريخية، هناك حكومة جديدة في العراق وقد تغيرت الاوضاع الى مرحلة جديدة، وانتهى زمن عدم الاتفاق والصراعات السياسية، وبتشكيل الحكومة الجديدة في العراق تولد امل جديد لدى المواطنين، والان توجد علاقات افضل بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وبحكومتين جديدين في العراق واقليم كردستان وبالتزام الحكومتين بتحسين علاقاتهما والعمل على معالجة المشاكل سيكون امامنا فرصة تاريخية جدية لمعالجة جميع المشاكل.
من جانبه اكد زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، الذي شارك الى جانب رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة وامين عام الجامعة العربية السابق عمر موسى في ندوة حوارية، ضرورة اجراء المحادثات بين جميع الاطراف السياسية لحل المشاكل.
وقال علاوي،» من الضروري اجراء محادثات بين جميع الاطراف السياسية لحل المشاكل والمسائل، مشيرا الى ان تنظيم داعش الارهابي هزم عسكريا، الا ان فكر التنظيم ما زال موجودا ولم يتم القضاء عليه بعد.
بدوره قال رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة ان العراق غني بموقعه ودوره وثرواته، ما يمنحه الحق في ان يكون له دور اقليمي رائد بالتعاون مع اشقائه في المنطقة.
واضاف ان عدم قدرة العراق على لعب دوره المرجو، جاء نتيجة للمشاكل الداخلية والتدخلات الخارجية والارهاب الذي ضرب العراق والمنطقة، منعه بالتقدم باتجاه بناء الدولة الوطنية التي تحتوي مكوناتها ويستاوى الجميع فيها بالحقوق والواجبات، واحترام الدولة ضد من يحاول ان ينتهك سيادتها واكتساب ثقة المواطنين بالحياد بين جميع المكونات والمساواة فيما بينهم.
واشار السنيورة الى ان الفساد ليس كامنا بمن يقبض رشوة او يتربح، وانما الفساد هو فساد سياسي تغذيه المحاصصة وتسخير الاجهزة الحكومية لصالح فئات على حساب فئات اخرى من المواطنين.
من جانبه قال امين عام الجامعة العربية السابق عمر موسى ان العراق دولة مهمة في المنطقة والعالم وانه لم يفقد الثقة ابدا بعودة العراق للعب دوره الريادي التاريخي في المنطقة.
وبينما اشار موسى الى عدم قدرة اية جهة او طرف دولي على مصادره قرار العراق ودوره الريادي والسياسي ووضعه في خانة ما على حساب اية جهة كانت، اكد انه لايمكن الحديث عن العالم العربي والمنطقة دون الاشارة الى اهمية اقليم كردستان.
وقال موسى» انه لابد لنا ونحن في القرن الحادي والعشرين ان نقر بضرورة وجود ترتيب جديد للتعايش المشترك في المنطقة، وتحديدا في العراق باعتباره احد الاعمدة الرئيسية للمنطقة والشرق الاوسط.
وكان سوران النقشبندي عضو لجنة تنظيم ملتقى السليمانية، قد قال في تصريح للصباح الجديد، ان الملتقى الذي يعقد تحت شعار العراق ودول الجوار، نحو نظام اقليمي جديد، وينظمه مركز البحوث الاقليمية والدولية بالجامعة الامريكية بمحافظة السليمانية، سيستمر على مدار يومي الاربعاء والخميس، بمشاركة العديد من الشخصيات العالمية والعراقية.
مضيفا، ان الملتقى هو مكان لاجراء اكبر اجتماع سياسي، ليس على مستوى اقليم كردستان والعراق بل على مستوى الشرق الاوسط ايضاً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة