حيدر ناشي آل دبس
الفنان الكبير عزت العلايلي أحد أهم أقطاب الفن العربي، إذ قدّم أعمالاً في المسرح والتلفزيون والسينما، مازالت راسخة في ذاكرة المشاهد العربي. أبرزها “الأرض” و”الاختيار” ليوسف شاهين، وفيلم “السقا مات” للمخرج الراحل صلاح أبو سيف.
يرى العلايلي ان النقد والمنجز، لا يتناقضان وانا يعضد احدهما الاخر، ومن هنا، قال للصباح الجديد، اثناء حوار سريع
– بعضهم يكتب انطباعات شخصية، اذ لم يراعِ هؤلاء أصول النقد، فالنقد علم، وفيه مدارس، بعضها قد تجاوزها الزمن، وأخرى مازالت تواكب التطورات الحياتية التي نعيشها، لكن في كل الاحوال لا توجد دراسات استطاعت تجاوز المنجز الفني في عالمنا العربي.
* هل تعتقد إن المسرح التجريبي استطاع استقطاب الجمهور؟ أم ظل حبيس النخبة؟
– أنا لم أؤمن قط بالمسرح التجريبي، وضده جملةً وتفصيلا، فالمسرح هو الذي تعلمنا قواعده الأساسية التي عبّرت عن معاناة الناس، ونقلها بالشكل الذي جعل منه عاملاً مؤثراً في المجتمع. إن العمل المسرحي يجب أن يكون واضح المعالم والرؤى، أما التجريبي أو (التخريبي) شيء غير مفهوم، يتم تقديمه للنخبة، وكل شخص يفسره على مزاجه، فلا يمكن إلغاء الرسالة والتكوين الاساسي للمسرح، والاعتماد على العناصر المجاورة، وبعدها نسمّي هذا مسرحاً.
* فيلم الارض طرح قضية الفلاح المصري ومعاناته مع الاقطاعي، مع انه ابتعد عن الإسقاطات السياسية المباشرة، كيف أمكنكم الفصل بين الثورة والسياسة؟
– بث الفيلم رسائل سياسية واضحة، ونحن ناقشنا فيه وزارة (صدقي باشا) في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، إذ كانت السبب في أغلب الاشكاليات السياسية آنذاك، نعم ابتعدنا عن المباشرة في الطرح، وهذا ما يميّز العمل الفني الناجح، اذ تكون الإشارات ذكية ويستطيع المشاهد المثقف فهما، فالفيلم الروائي، أو الطويل، أو شتى الحقول الدرامية الأخرى يجب أن تبتعد عن المباشرة، وإلا تحولت إلى الوثائقية في الطرح.
تحدث العلايلي عن قيمة المهرجانات السينمائية في مصر، وعن القيمة الفنية لكل منها، وكذلك المقارنة التي يعقدها البعض، وينتهي بترجيح كفة مهرجان القاهرة دون المهرجانات الأخرى، التي تكون غايتها الأهم الكسب المادي حسب رأيهم، فقال:
– هذه وجهات نظر ورؤى جديرة بالاحترام، لكن علينا ألا ننتقص من جهود الاخرين، صحيح إن هذه المهرجانات غير رسمية، على خلاف مهرجان القاهرة الذي يمتلك القيمة الفنية الاكثر من بينهنّ، لكن لا ننكر ان تلك المهرجانات يخرج من بين طياتهنّ الجيد والراقي.
* ماهي أعمالك المقبلة؟
– لديّ عروض لفلمين لم أحسم أمرهما وكذلك عمل مسرحي سأقدمه عن قريب.