دم الضحايا فم !

من غير المعقول ان يبقى المجرمون في هذا الوطن يسرحون ويمرحون فيما ما تزال ادوات جرائمهم ملطخة بالدماء.. وما تزال افعالهم الجنائية وبصماتهم ماثلة امام انظار الملايين ..
اكثر من ملف للفساد واكثر من ملف لجرائم القتل واكثر من ملف للتخاذل والتهاون والخيانة تزاحم حضورها في العراق وتم تشخيص مرتكبيها وتشخيص من ساعدهم على ارتكاب هذه الجرائم ولم يتم فتحها امام الشعب بصدق وعدالة وبقيت هذه الملفات اسيرة اللجان التحقيقية وطواها النسيان وما يزال المجرمون والمتهمون يسرحون ويمرحون ويتنقلون في بلاد الشرق والغرب وهناك من يأويهم في العراق ويحميهم ويتستر عليهم ..!!
ولربما استمرأ المجرمون والمرتزقة والخونة ممارسة افعالهم النكراء على هذه الارض لانهم لم يجدوا القصاص ولم يجدوا الشدة ولم يجدوا القوانين الرادعة والقوة والنار التي تقطع اياديهم وتحرق اجسادهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يهمون بالانضمام اليهم …!!
ولو كان للحكومة العراقية ومجلس النواب وقفة صادقة واصرار على كشف ملابسات كل جريمة بالهمة بنفسها وبالعزم بنفسه الذي واجهت فيه الحكومة جريمة قتل المصلين في جامع مصعب بن عمير وجريمة قتل المتطوعين في قاعدة سبايكر لما تجرأ هؤلاء المجرمون على الاستمرار في ممارسة ارتكاب جرائمهم بهذه السهولة ولو انزلت قوانين الدولة العراقية العقاب المناسب والرادع بمن ارتكب جرائم السرقة والفساد وبمن تخاذل من العسكريين في ساحة المعركة وهرب منها وخان الوطن لما شهدنا هذا السقوط المريع للمدن والقرى العراقية بايدي داعش والمجاميع المسلحة الاخرى..
ومهما تحدث الكثير من الوزراء والمسؤولين في الحكومة عن سن القوانين والتشريعات التي تعزز من قبضة العدالة وتحد من الجريمة فلن ينفع هذا الحديث مادام هناك في المقابل من يعطل هذه القوانين ويفرغها من محتواها باساليب ماكرة وملتوية وحجج باطلة معلقة بقوانين حقوق الانسان والضغط الدولي وغيرها من الادعاءات والاشتراطات..
حتى اصبحنا اليوم في وطن يكاد يفوق فيه عدد الضحايا من الشهداء والمفقودين والمعوقين والنازحين والمشردين عدد الاحياء فيه اليوم ..
ان ملايين الاباء والامهات والابناء يفتقدون احبتهم بافعال هؤلاء المجرمين وان كثيراً من ثروات الوطن استبيحت وجرى تقاسمها بين جهات مشبوهة وعصابات تمارس الجريمة المنظمة من دون ان يجدوا من يلاحقهم ويطاردهم في كل زمان ومكان ولو كان للضحايا من الشهداء فم لاستصرخوا العالم اجمع لوقف هذه المهزلة البشرية التي تحصل في العراق ..
ولو كان للمال العام في هذا الوطن رعاة وحراس لاتغمض لهم عين ويواجهون السراق والمفسدين ويمنعون الايادي القذرة من الاقتراب منه لامكن وقف هذا الخراب وهذا الضياع وهذا الاستلاب ويكفي ان الله قال في كتابه الكريم (ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب ) من هنا نثمن ونقيم الخطوة التي اقدمت عليها الامم المتحدة بالتحفظ على حياة ثلاثة شهود ناجين من مجزرة سبايكر وندعو الى خطوات سياسية وقانونية جديدة لتدويل الجرائم في العراق.

د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة