الانتخابات البرلمانية ضرورة للصالح العام وللتغيير

بغداد – سمير خليل:

ضمن متابعاتها لأخبار الانتخابات النيابية وما يحيط بها من آراء الناس وانطباعاتهم استطلعت «الصباح الجديد» آراء وانطباعات بعض الأكاديميين والفنانين بشأن هذا الحدث الذي أثار حفيظة البعض في حين استقبله بعض آخر باللامبالاة وبعض ثالث بالترحاب.

نفور وطائفية ووجوه قديمة
الدكتور صلاح نوري رئيس قسم التصميم في كلية الفنون الجميلة– بغداد قال: «الملاحظ ان هناك نفورا بين الناس من الانتخابات بسبب ان الوجوه القديمة نفسها موجودة ،الكل يدعو الى التغيير ولكن لا مصداقية في هذه الدعوة ،منذ العام 2003 وبرغم ان الموازنة المالية كانت انفجارية لكن الشعب لم ينل شيئا، اعتمدوا مبدأ الطائفية وسيلة للسلطة، منذ العام 2003 لم نلمس اي خطوة في صالح الناس، غياب تام لكل الانشطة الاقتصادية، وبرغم سنوات الدورات النيابية فلا قرار جاء في مصلحة الناس، بل ان المستفيد الوحيد هم اعضاء البرلمان والوزراء والحاشية ،من الطبيعي ان تنفر الناس بعد مرارتها من المحاصصة فكل المناصب هي للاحزاب المتنفذة وحتى منصب المدير العام ومسؤول القسم ،بالاضافة الى السوشيال ميديا والتي فضحت مسؤولين عن طريق الفيسبوك ،لم يحاسب مسؤول محاسبة حقيقية ، في زمن النظام البائد ورغم انني واحد من المتضررين من هذا النظام كانت الحصة التموينية موجودة ورغم ان العملة كانت تطبع ،لم يشهد العراق مواطنا جائعا ،اليوم النفط وصل سعره (140) دولار والكثير من الناس تتسول في الشوارع جائعة ،معدمة وهذه من اهم اسباب نفور الناس عن الانتخابات ،اشك ان نلمس تغييرا في الدورة الحالية ،الكتل السياسية لعبت لعبتها بشكل صحيح استقطبت وجوها جديدة ولكن بالمحصلة فان هذه الوجوه تتبع الكتلة بالكامل واتحدى اي فائز من الوجوه الجديدة يستطيع الخروج عن الكتلة التي رشحته للانتخابات «..
اما الفنان كاظم القريشي فقال «انا مع الانتخابات ويجب علينا جميعا ان نذهب لصناديق الاقتراع ،ومن يروج لعدم المشاركة فيها يضر بالبلد ويضر بالناس ،نحن كمثقفين وفنانين امام مسؤولية كبيرة في عملية انتخاب من نراه مناسبا ، العراق يمر بفترة صعبة ،البرامج الانتخابية متنوعة منهم من يدعو لحكومة شراكة او حكومة اغلبية ،نحن يجب ان ناخذ بالاعتبار :ماذا سيتغير؟ التغيير مهم كلنا بحاجة الى التغيير والكل يدعو للتغيير ،اذن ماذا نفعل ؟من ننتخب؟ خاصة ان وجوها واسماء تكررت في هذه الدورة الانتخابية ايضا ،لذلك اؤكد ان علينا ان نبحث عن الاصلح بعد ان اصابنا الاحباط بغياب التغيير ،كنا نامل بعد سقوط النظام الدكتاتوري ان يحدث تغيير شامل يحقق الطمأنينة والاستقرار ويعوض شعبنا ما اصابه خلال حقبة الدكتاتورية ولكن شيئا لم يتحقق لغاية اليوم ،اذن اؤكد مرة اخرى بان نختار الاصلح والقادر على عملية التغيير «..

قانون الانتخابات..معضلة
الكاتب المسرحي سعد هدابي يتابع « لاتغيير الا بتغيير قانون الانتخاب وفق تشريع دستوري ،اضافة الى ذلك ينبغي ولثلاث دورات ان يتقدم للترشيح والانتخاب من هم من حملة الشهادات لنرتقي برجاحة الرأي وعلمية الاختيار، عدا ذلك يبقى العمق العشائري في ضغط دائم ويمنح الغير مناسب مشروعية الظهور الدائم ، وعبر تجربة الأربعة عشر عام صارت الوجوة ماركة انتخابية لانها تتربع على عرش من الحشد الامي الذي ساق لنا ارادته بأفواج أصواته ويقابله بذات الوقت غياب المركز في المدن وعدم فاعليته في الانتخاب «.
الفنان الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب يقول» شكلت الانتخابات النيابية علامة فارقة في تاريخ العراق السياسي والاجتماعي ونقطة تحول كبرى من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي ،وكانت التجارب السابقة تمثل حالات متعددة للفشل في اختيار المرشح الانسب لمقاعد البرلمان ودخلت المحاصصة الطائفية كجزء اساسي في تكوين هذا البرلمان وابتعد المرشحون البرلمانيون عن الايفاء بوعودهم التي قطعوها للناس وانشغلو بمنافعهم الشخصية» ..
الكاتب والسيناريست حامد المالكي يقول» اؤمن ان الديموقراطية مخاض عسير، متفائل لكني خائف، المستقبل البعيد (ربما بعد خمسين عاما) العراق سيكون ديموقراطيا ولهذا اقول ان علينا ان نستمر بالايمان بالديموقراطية لانها الحل لوحيد لمشاكل البلاد التي تعاني من التنوع الاثني والديني، وكالعادة فان اللصوص يستغلون الديموقراطية ويركبون موجتها العالية، لكن الشعب سيعرف حتما بعد سلسلة تجارب قاسية ان اختيار من يمثله عملية تحتاج الى التامل لا الى الاختيار وفق العاطفة، هذا هو التحدي الكبير الذي ينتظر اجيالنا القادمة»..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة