2019.. امنيات الرفوف العالية !

ستبقى ايام العام الراحل 2018 طرية في الذاكرة إلى ان تتمكن ايام العام الجديد 2019 من ازالتها بالكامل ، فيما لو جاءت بأحداث من شأنها التغطية على احداث العام المنصرم ، وبالتالي تجعلنا ننسى ما حفل به عامنا الراحل من احداث ، اذ ابى ان يمضي إلى مثواه الاخير من دون ان يترك ذكرى تخلده !! ، والذكرى ليس بالضرورة ان تكون ايجابية ، فقد تكون سوداء داكنة .. فجاءت زيارة الرئيس الاميركي ترامب إلى قاعدة عين الاسد غربي العراق من دون (احم ولا دستور) لتمثل اسوأ ذكرى يمكن ان تبقى الاعوام المقبلة تتذكرها وتشير بأصابع الاتهام إلى عام 2018 ، بعد الذي اثارته تلك الزيارة من اشكالات وردود فعل محلية وعربية ودولية ، لان ترامب الارعن تجاوز كل الاعراف والمواثيق الدولية التي تنظم العلاقات الثنائية بين الدول ،واساء للسيادة الوطنية .. والمشكلة ان احدا لم يعرف على من يلقي المسؤولية ؟ .. فان قلنا ، ان ترامب يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الخرق الدبلوماسي الفاضح ، جاءنا الجواب ، ان الرجل ارعن ولا يقيم وزنا لمثل هذه الاعراف ، ثم انه رئيس اقوى دولة في العالم ولا احد بإمكانه ان يقول له (على عينك حاجب)!! .. بل هناك من ذهب إلى اكثر من ذلك ، عندما اعطى لترامب كامل الحق في ما قام به من فعل ، وهذا «الحق» ينطلق من وجود قاعدة اميركية في الاراضي العراقية تضم اكثر من 5 آلاف جندي من المار ينز الاميركي ، وبالتالي فان وجود قاعدة بهذا الحجم والقوة ، انما يمثل مقدمة ، تجعلنا نبيح لترامب ماقام به !! ويزور جنوده لتهنئتهم باعياد الميلاد ، فزيارة شخص واحد ولمدة ثلاث ساعات فقط ، وبصرف النظر عن توصيفه ،قد تبدو اقل خطرا من وجود 5 آلاف جندي بإمكانهم ان يحتلوا البلد !! وبالتالي فان المقدمة هي التي اوجدت الزيارة الترامبية إلى القاعدة في جوف الليل البهيم !! .. طيب ، اذن هل نحمل المسؤولية على عاتق الحكومة العراقية ؟ .. الحكومة اصدرت بيانا قالت فيه انها تعلم بالزيارة ، وان اتفاقا حصل بشأنها ، ولكن لا احد يريد ان يصدق ما ذهبت اليه الحكومة من توضيح !! .. وهنا يبدو ان الجدل بشأن ما حدث تصاعد إلى عنان السماء ، وان بقينا نخوض فيه فلن نصل إلى نتيجة ، فما حدث قد حدث وعلينا بالمقبل من الاحداث !! .. فنحن امام عام جديد يلوح بتحديات لن تكون سهلة وربما تغطي على ندبة زيارة ترامب ، فعامنا الجديد جاءنا حامل هراوة اسعار النفط التي وصلت إلى اعلى معدلاتها خلال عام 2018 ، بعد ان تجاوزت عتبة الـ(70) دولارا ، ما جعلنا نشعر بشيء من الهدوء والطمأنينة ، ولكن مع افول ايام العام المنصرم ، بدأت الاسعار تهبط من جديد ، ومن المتوقع استمرارها في تراجعها ، ما ينذر بمشكلة اقتصادية جديدة قد يواجهها العراق ، ناهيك عن التحدي السياسي الذي سيبقى شاخصا وبقوة ، لاسيما في مجال الجدل بشأن الكابينة الحكومية والبرنامج الحكومي .. وسوى ذلك من التحديات ، التي نتمنى ان نجدها وقد ذابت في سلة امنياتنا العالقة في الرفوف العالية ، فكل ما جاء عام ، توقعنا انه سيحقق لنا شيئا منها ، ولكنه سرعان ما يمضي بلا حلول .. اما آن لأمانينا ان تترجل من رفوفها العالية في رحاب الوطن الواحد الموحد ؟؟ .. نعم .. نتمنى ان يعود جميع النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم .. نتمنى ان ينجح مجلس النواب في اقرار موازنة عامنا الجديد ، علها تحمل شيئا من العلاج للمرض المزمن الذي يعاني منه الاقتصاد الوطني .. نتمنى أن تتفتح الافاق امام القطاع الخاص العراقي ليكون شريكا تنمويا حقيقيا،.. نتمنى ان تختفي ظاهرة الرمي العشوائي في كل مناسبة تمر علينا ، في الفواتح والأعراس واستقبال الحجاج والفصل والدكات الارهابية ،.. نتمنى ان تتمكن الحكومة من طي صفحة الاسلحة في البيوت واتخاذ اجراءات صارمة بحق حائزيها بوجه في قانوني !! … نتمنى ان يلبس السائقون حزام الامان ، ويمتثلوا للإشارة المرورية بعد اصلاحها ، فاغلب الاشارات عاطلة او معطلة –لا فرق- !! .. نتمنى أن نرى شوارعنا نظيفة زاهية من دون ازبال ونفايات ، لم تسقط من السماء انما تأتي من نوافذ السيارات وأبواب البيوت .. نتمنى ان تشهد الرياضة العراقية نقلة نوعية في جميع الرياضات وفي مقدمتها كرة القدم وانطلاقا من تصفيات اسيا .. نتمنى أن تدوم الفرحة في ربوع الوطن .
عبدالزهرة محمد الهنداوي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة